اعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أن «خلافات» بين الدول الست المعنية بالملف النووي لبلاده، سببها سعي الدول الأوروبية إلى «علاقات وثيقة» مع طهران، مقترحاً مشاركة طرف سابع في المفاوضات ل «توحيد» مواقف الدول الست. وقال: «إذا مُنِحت إيران حقوقها، يمكن أن تحقّق الولاياتالمتحدة وحلفاؤها نجاحاً في المفاوضات، ولكن إذا واصلت تعنّتها في مسائل بلا أساس شرعي، لن تقبل إيران ذلك». ورأى أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «ليست متجانسة»، مذكّراً باستقالة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. وأضاف: «يجب أن يكون هناك طرف سابع في المفاوضات، مهمته تنسيق (مواقف) الدول الست وتوحيدها». واستدرك: «صحيح أن مواقف الدول الست كانت موحدة مرة واحدة خلال المحادثات، ومع ذلك، تصرّ إيران على نيل حقوقها». ولفت ولايتي إلى أن التبادل التجاري بين إيران والصين يبلغ «عشرات البلايين من الدولارات»، معتبراً أن «روسيا والصين لم تستطيعا كبح هيمنة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من دون مساعدة إيران». وتابع: «لدى إيرانوروسيا علاقات وثيقة أكثر مما كانت عليه سابقاً». وأشار إلى أن «دول الاتحاد الأوروبي تريد علاقات وثيقة مع طهران، ما يقوّض سياسات الولاياتالمتحدة»، وزاد: «هذا أساس الخلاف بين الدول الست، ما أدى إلى فشل المحادثات». في غضون ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير شهري، أن طهران أوفت بتعهدها في اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بتذويب كل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. الوكالة التي تشرف على تطبيق إيران الاتفاق، أشارت في تقريرها إلى أن الأخيرة حوّلت نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بتلك النسبة إلى يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المئة، كما حوّلت الباقي إلى أوكسيد اليورانيوم، وأوقفت إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، ما يقرّبها تقنياً من مستوى 90 في المئة الذي يتيح التخصيب عند مستوى يمكّنها من صنع قنبلة ذرية. وامتلكت طهران لدى إبرام اتفاق جنيف، أكثر من 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، ما يتيح صنع رأس نووي. ومدّد الاتحاد الأوروبي تجميد عقوبات اقتصادية على إيران حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعدما مدّدت إيران والدول الست المفاوضات النووية حتى ذاك الموعد. شهرام أميري إلى ذلك، أفاد موقع «سحام نيوز» الإلكتروني المؤيد للزعيم المعارض مهدي كروبي الخاضع لإقامة جبرية منذ عام 2011، بأن شهرام أميري، وهو عالم نووي إيراني اختفى عام 2009 قبل ظهوره في الولاياتالمتحدة، مضرب عن الطعام فيما يمضي حكماً بسجنه 10 سنوات. ونقل الموقع عن قريب لأميري قوله، إن الحكومة أخفت الأخير عملياً، منذ عودته الغامضة إلى طهران عام 2010، حيث حظي باستقبال أبطال في المطار، لكنه مُنع من زيارة عائلته ويخضع لاستجواب دائم. وأشار إلى أن عائلة أميري لم تره سوى 4 مرات، عامَي 2012 و2013، لافتاً إلى أنها ناشدت مكتبَي المرشد ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني السماح لها بلقائه. وأضاف أن زوجة أميري ذهبت في 6 من الشهر الجاري لزيارته في محكمة إيرانية، حاملة مالاً وملابس وفواكه. لكن السلطات رفضت السماح لها بالتحدث إليه، فيما صرخ أميري لزوجته لدى اقتياده، أنه مضرب عن الطعام في ثكنة عسكرية. وكانت طهران اتهمت واشنطن بخطف أميري، لكن السلطات الأميركية نفت الأمر، وسط أنباء عن طلبه اللجوء السياسي آنذاك. وأوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن أميري زوّد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) معلومات مهمة عن البرنامج النووي الإيراني، في مقابل 5 ملايين دولار. في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن تبلغ بلاده «مكانة مرموقة» في العالم، من خلال «عباقرة ونخب» علمية. وأضاف خلال لقائه «نخباً»: «نركب سفينة واحدة ونحن أعضاء شعب موحّد ونفخر بكوننا إيرانيين وبنظامنا الثوري. يجب أن يشارك النخب والمثقفون في القرارات الاستراتيجية والرئيسة في الوطن، والحكومة ترحّب بوجهات نظرهم وآرائهم في كل المسائل».