- في خطوة غير مسبوقة، كشف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لأول مرة أسراراً نووية عن تفاصيل المحادثات الجارية بين وفد بلاده ووفود الدول الست الكبرى في فيينا. وفي تصريحات وصفها مراقبون إيرانيون وفقا لموقع العربية نت بالإستباقية، هدفها الضغط على الأطراف المفاوضة، قال خامنئي إن "بلاده ستحتاج في نهاية المطاف إلى 190 ألف آلة للطرد المركزي فيما تسعى الولاياتالمتحدة إلى حد هذا العدد ب10 آلاف فقط "، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية الثلاثاء. وكشف خامنئي، الذي يملك القرار النهائي في الملف النووي، عن هدف الولاياتالمتحدة من ممارسة ضعوط على الوفد الإيراني بأن "هدفهم هو أن نقبل قدرة توازي 10 آلاف وحدة عمل فاصلة، ما يوازي 10 آلاف آلة طرد من الطراز القديم التي نملكها أصلاً". وقال خامنئي بخصوص المفاوضات: "إن الدول الكبرى تريدنا أن نقبل بقدرة 10 آلاف وحدة عمل فاصلة لكنهم بدأوا باقتراح 500 أو 1000 وحدة". وتأتي تصريحات خامنئي فيما يسعى المفاوضون الإيرانيون في فيينا إلى اتفاق مع الدول الكبرى في هذا الملف. وتشكل عدد أجهزة الطرد المركزي وكمية ونسبة تخصيب اليورانيوم من أهم نقاط الخلاف الرئيسية بين إيران ومجموعة 5+1 ، غير أن هناك ملفات أخرى حول العقوبات وأوضاع الشرق الأوسط وملف حقوق الإنسان في إيران. وتسعى ايران إلى الاحتفاظ ببرنامج تخصيب لليورانيوم على مستوى صناعي من أجل إنتاج الوقود الكافي للمحطات النووية التي تعمل عليها. وانطلقت المفاوضات النهائية حول البرنامج النووي لطهران الخميس الماضي في فيينا، في محادثات ماراثونية تاريخية من المقرر أن تستمر حتى 20 يوليو. وحول توقيت تصريحات خامنئي، يقول محللون إنها جاءت من أجل إيصال رسالة للغرب مفادها إما أن "تتضمن المفاوضات رفع العقوبات بشكل كامل، أو تتوقف". وتأتي تصريحات خامنئي المفاجئة حول الخطوط الحمراء للنظام الإيراني في قضية المفاوضات النووية، للتأكيد على المبدأ الذي يصر عليه خامنئي ويكرره دوماً بأن "الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم". من جهة أخرى دأبت وسائل الإعلام المقربة من حكومة روحاني على إبراز تصريحات المرشد الأعلى التي جاءت لدعم الرئيس حسن روحاني الذي يواجه اتهامات في الداخل بإتخاذ موقف ضعيف تجاه الغرب، حيث كان خامنئي قد قال: "يجب على الجميع أن يعلم أنني أدعم حكومته واستخدم كل في سلطتي لمساعدتها... لدى ثقة في وفدنا التفاوضي وأنا متأكد أنهم لن يفرطوا في حقوق هذه الأمة". يذكر أن إسرائيل هددت مراراً بمهاجمة مواقع نووية إيرانية وتتخذ موقفاً متشككاً من المسعى الدبلوماسي الحالي للحلفاء الغربيين لاقناع إيران بكبح برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ سنوات. وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي وتقول إن أسلحة إسرائيل النووية المفترضة هي التهديد الحقيقي للسلام.