اعتلى مهاجم نادي الهلال، ناصر الشمراني، قائمة هدافي دوري أبطال آسيا بتسجيله 25 هدفا، كرقم يعد الأعلى في نسخ البطولة القارية التي عُدل نظامها منذ عام 2003 ليكون الهداف التاريخي للبطولة القارية الكبرى. وتمكن الشمراني (31 عاما) من جمع هذا الرصيد التهديفي العالي بعد أن سجل منها 15 هدفا خلال أربع نسخ آسيوية شارك بها بقميص فريقه السابق الشباب، وأضاف إليها 10 أهداف أخرى مع فريقه الحالي الهلال سجلها جميعها في نسخة واحدة فقط وهي الحالية لعام 2014. واستعاد الشمراني حسه التهديفي العالي بعد انتقاله للهلال منتصف عام 2013، في صفقة كبيرة أسهم في حسمها للفريق الملقب ب"الزعيم" مدربه السابق سامي الجابر الذي أصر على ضمه رغم الأصوات المعارضة لخطوة الجابر، ولم يكن الشمراني بحاجة لكثير من الوقت ليخيب ظن المعترضين، فيما كسب الجابر الرهان عليه بعد أن كان العلامة الفارقة في الخارطة الزرقاء، ونال لقب هداف دوري عبداللطيف جميل الموسم المنصرم برصيد 21 هدفا، وواصل حضوره التهديفي العالي في دوري أبطال آسيا بتسجيله 10 أهداف في نسختها الحالية، وضعته في وصافة الهدافين خلف مهاجم العين الإماراتي، الغاني أسامواه جيان، الذي يحمل في رصيده 12 هدفا. وبزغت الحاسة التهديفية للاعب الملقب ب"الزلزال" منذ أن بدأ مشواره مع ناديه الوحدة في مكةالمكرمة منذ أكثر من عقد من الزمن ولفت الأنظار صوبه، لينجح نادي الشباب في الظفر بالموهبة الفذه بنظام الإعارة في عام 2006، ثم بالانتقال النهائي عام 2008 حيث استمر مرتديا القميص الأبيض والأسود قرابة 7 مواسم، حقق خلالها لقب هداف الدوري في 4 مناسبات، قبل أن ينتقل للهلال صيف 2013 وينال لقب هداف الدوري الموسم المنصرم للمرة الخامسة في مشواره الكروي. وبالنظر للمفارقات التهديفية في البطولة الآسيوية نجد أن الشمراني سجل "هاتريك" في دوري أبطال آسيا مرتين، تلقت شباك الشارقة الإماراتي الأول منه في عام 2009 وفي عام 2014 كانت شباك السد القطري على موعد مع "الهاتريك" الثاني. وكشفت تلك الأرقام أهمية الشمراني وقيمته الفنية كمهاجم، وهو ما أكده لاعب الهلال والمنتخب الوطني السابق، عبدالله فوده، الملقب ب"العمدة"، الذي اعتبر الشمراني أفضل مهاجم حالياً على الصعيدين المحلي والقاري، لما يمتلكه من روح وإصرار وعزيمة وعدم يأس، لا توجد في مهاجم غيره، ويعزز ذلك تحقيقه لرقم تهديفي قياسي في دوري أبطال آسيا بتسجيل 25 هدفاً، لم يسبق للاعب آخر بلوغها كإنجاز يحسب للاعب شخصياً. وعدد "العمدة" مميزات كثيرة للشمراني، ومنها قدرته على التسجيل، وحسه التهديفي الذي يحسم به المباريات، وخطورته داخل منطقة الجزاء، وكذلك يتميز بالعودة إلى الخلف وإنهاء خطورة الكرات المرتدة، والحصول على الكرة ومهاجمة الخصم، مشدداً على أنه من النادر أن تتوفر مزايا مماثلة في المهاجمين حالياً. ورشح فوده، الشمراني للحصول على جائزة أفضل لاعب في آسيا 2014، مؤكداً بأنه الأجدر من خلال العطاء المبهر الذي قدمه في مسيرة الهلال الآسيوية منذ بداية البطولة في دور المجموعات وحتى الوصول للنهائي ذهاباً وإياباً ضد ويسترن سيدني الأسترالي، وقال "ما زال ناصر الشمراني قادراً على مواصلة مشواره التهديفي في البطولة خلال إياب النهائي وزيادة غلته في مرمى الأستراليين"، وتابع "الشمراني يخدم أي فريق يلعب له، حيث كان أحد مفاتيح الفوز المهمة في ناديه الأول الوحدة، وعندما انتقل للشباب أحدث نقلة نوعية معهم وشكل خطورة على جميع الأندية، وواصل حضوره التهديفي مع الهلال منذ موسمه الأول، وحقق أرقاماً جديدة بنيله لقب هداف الدوري الموسم المنصرم وها هو الآن يعلن نفسه كهداف تاريخي لدوري أبطال آسيا".