في وقت أظهرت فيه نتائج الانتخابات التشريعية فوز حزب نداء تونس بالمركز الأول فيما حلت حركة النهضة الإسلامية ثانيا، قالت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي البلجيكية "آنمي نايتس أويتبروك" في مؤتمر صحفي بتونس أن "الشعب التونسي عزز التزامه الديموقراطي بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة مكنت التونسيين من مختلف التوجهات السياسية من التصويت بحرية لمجلس تشريعي وفقا لأول دستور ديموقراطي" في البلاد. وأضافت "أويتبروك" وهي عضو بالبرلمان الأوروبي "جرت الحملة الانتخابية على نطاق واسع في هدوء وتمكنت القوائم (الانتخابية المترشحة) من تقديم برامجها بحرية، وقد احترمت عموما معايير الحملة الانتخابية التي ثبت أنها معقدة جدا". وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت الإثنين الماضي عن نتائج جزئية لعمليات الاقتراع تشير إلى فوز حزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية التي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائمين في البلاد منذ أن أطاحت الثورة في يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويمنح الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في 26 يناير 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية، وسيكون على الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل على الأغلبية (109 مقاعد من 217). وأرجعت تقارير فوز حزب نداء تونس بالمركز الأول في الانتخابات إلى كونه ركز خلال حملته الانتخابية على إبراز ما اعتبره حصيلة "سلبية" لفترة حكم حركة النهضة الإسلامية التي اتهمها بالتراخي في التعامل مع جماعات سلفية مسلحة اتهمتها السلطات باغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في 2013، فيما أقرت حركة النهضة بالنتائج والتي أسفرت عن تصدر حزب "نداء تونس" للانتخابات، وتراجع الحركة إلى المركز الثاني. يذكر أن رئيس ومؤسس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، كان قد صرح في مقابلة تليفزيونية عقب إعلان النتائج الأولية، بأن حزبه لن يحكم تونس بمفرده بعد فوزه في الانتخابات، ووعد في مقابلة تليفزونية ب"إرجاع الدولة" و"الاستقرار" إلى تونس التي قال إنها تمر بوضع "متدن في كل الميادين"، متوقعا أن يساعد الغرب بلاده لكن شرط "وقف التيار الإرهابي". وأضاف: "أعتقد أن الغرب مستعد الآن لمساعدتنا لكن بشرط وقف التيار الإرهابي"، لافتا إلى أن عبارة "الربيع العربي" هي "اختراع أوروبي"، وقال: "ليس هناك ربيع عربي بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوما ما ربيعا عربيا إذا نجح في تونس".