أقرت حركة النهضة الإسلامية الاثنين بفوز خصمها العلماني "نداء تونس" بالانتخابات التشريعية الحاسمة الذي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائميْن في تونس منذ الإطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ودعت الى تشكيل حكومة "وحدة وطنية". وينتظر أن تعلن "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" في وقت لاحق عن النتائج الجزئية الرسمية لهذه الانتخابات التي أجريت الأحد. ويمنح دستور تونس الجديد الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان الموقت) في السادس والعشرين من يناير 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. وقال زياد العذاري المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة استنادا الى احصائيات مراقبي حزبه في مراكز الاقتراع "لدينا تقديرات غير نهائية، انهم (نداء تونس) في المقدمة (...) سيكون لنا حوالى 70 مقعدا (في البرلمان) في حين سيكون لهم نحو 80 مقعدا". وقال العذاري في تصريح لإذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة "نهنئ نداء تونس الذي حقق نتيجة قوية". ودعا إلى تشكيل "حكومة وحدة وطنية لتكون قادرة على مواجهة استحقاقات وتحديات البلاد الكبيرة (..) خاصة في السنوات القادمة التي ستكون صعبة على المالية العمومية وعلى الميزانية وعلى اوضاع البلاد". ومساء الأحد، قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لقناة "حنبعل" التونسية الخاصة "سواء كانت النهضة الاولى أو الثانية (...) تونس تحتاج الى حكم وفاق وطني". واضاف ان "سياسة التوافق (بين حزبه والمعارضة) أنقذت بلادنا مما تتردى فيه دول الربيع العربي" معتبرا "من المهم أن نرسخ قضية الديموقراطية، والثقة في المؤسسات". وكانت حركة النهضة فازت في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي أجريت في 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011 بنسبة 37 بالمئة من الاصوات و89 من مقاعد المجلس ال217. وحكمت الحركة تونس عامي 2012 و2013. ومطلع 2014، اضطرت النهضة إلى التخلي عن السلطة لحكومة غير حزبية بموجب خارطة طريق طرحتها المركزية النقابية القوية لاخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في 2013. وتقود هذه الحكومة التي يرأسها مهدي جمعة، البلاد حتى الانتهاء من الانتخابات. ومساء الاحد، أعلن الطيب البكوش الأمين العام لحزب نداء تونس (يمين وسط) فوز حزبه في الانتخابات. ونشر الحزب الاثنين على صفحته الرسمية في فيسبوك صورة مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي كتب عليها "انتصرنا والحمد لله، تحيا تونس". وكان نداء تونس الذي أسسه قائد السبسي في 2012، رشح هذا الأخير للانتخابات الرئاسية المقررة في 23 نوفمبر المقبل. ويضم نداء تونس منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي، ونقابيين ويساريين. الى ذلك أكد رئيس الحكومة التونسية الموقت أن كافة مؤسسات الدولة وفّرت ومهدت الأرضية الجيدة لإنجاح العرس الانتخابي. وفنّد مهدي جمعة الاتهامات التي وجهت إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واتهامها بالمحسوبية والولاء لحركة النهضة عارية من الصحة وبرّأ من أسماهم بكفاءات الهيئة من المحسوبية إلى أي تيار حزبي كان مؤكدا أنه لاحظ اجتهادا وتدقيقا كبيرا لضمان سير شفّاف للانتخابات. وبخصوص المال السياسي واستشرائه تحت مسمّيات عديدة تغطيه ومنها الجمعيات الخيرية قال ان الجهات المعنية في الدولة تمكنت من تجفيف منابعه بمراقبة شاملة وصرامة وصلت حد الاطلاع على الكشوفات المالية لمختلف الجهات كل ثلاثة أيام. عمليات فرز الاصوات بأحد المراكز (أ.ف.ب)