يرقب متابعون سعوديون وكوريون جنوبيون في الوقت الحالي باهتمام بالغ، عودة زمن العلاقات الاستثمارية والاقتصادية السعودية الكورية إلى سابق عهدها في السبعينات الميلادية عندما انخرط الكوريون بمساهمة كبيرة في الطفرة التنموية التي كانت تمر بها المملكة وشاركوا بانهماك تام في الدفع بعجلة التنمية والبنى التحتية في تلك الحقبة، وصارت العديد من المباني الحكومية الشامخة علامة فارقة ودالة على حجم تلك العلاقة الاستثمارية التي كانت تربط المملكة وكوريا. ويأتي ترقب المتابعين متزامنا مع إطلاق المملكة اليوم لفعاليات أول منتدى ومعرض اقتصادي واستثماري في سيئول، حيث تبدأ أولى جلساته ويشارك وفد اقتصادي وتجاري رفيع من المملكة برئاسة وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومشاركة عدد من الوزراء ورجال الأعمال، حيث يشكل المنتدى أول قناة مهمة للحوار الاقتصادي والاستثماري مع كوريا الجنوبية، تحت عنوان: "الشراكة الثنائية للقوة الاستراتيجية"، ويمتد لثلاثة أيام، بما يمهد لتعزيز التبادل بين البلدين في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية. ومن المنتظر أن يشهد المنتدى الذي تنظمه المملكة في البلد الرائد في عالم الاقتصاد والتقنية والاستثمار، العديد من المبادرات الاستثمارية والاقتصادية التي ستفتح الباب أمام عدد من الفرص الاستثمارية، حيث يهدف المنتدى إلى إنشاء وجهات نظر متبادلة للاستثمارالأجنبي المباشر الثنائي، والبحث عن فرص استثمارية جديدة في القطاعات الاقتصادية المهمة بين البلدين، وإنشاء مشاريع مشتركة ذات طابع تجاري وصناعي جديد ومستدام، وتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة لإنشاء علاقات تجارية بين الجانبين، وعرض مبادرات أعمال فعالة تجاه تمكين تحالفات استراتيجية تجارية مستقبلية ثنائية. من جانبه، أوضح رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور فهد العيتاني في تصريح صحفي أن المنتدى الثنائي بين الجانبين الكوري والسعودي يعد منتدى للنقاش الحر في قضايا التعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية الرئيسة في البلدين، في إطار سعيهما نحو تعزيز وتطوير وتوسيع التحالف الاستراتيجي للأعمال، مبينا أن الهدف الأسمى للمنتدى يتمثل في التعريف ببيئة الأعمال في البلدين ورسم تصور حقيقي وواضح المعالم عن هذه البيئة الثنائية المتميزة في إطار منظومة الأعمال الدولية، وما يمكن أن تمثله هذه البيئة الثنائية كانطلاقة ممتازة لتعاون استراتيجي مشترك ومستدام في القطاعات الاقتصادية المهمة بين الجانبين. وسيناقش المنتدى "الاستثمارات المشتركة، والاستثمار في تمكين التعاون الاستراتيجي المشترك من أجل أجيال المستقبل، ومنصات التعاون المشترك في قطاعي التجارة والصناعة، كما يستعرض التعاون الثنائي في الأعمال المالية والمصرفية، والتفاهم والتعاون المتبادل في مجال المقاولات والخدمات الهندسية، والتعاون الاستراتيجي الثنائي في مجال مستقبل الطاقة النظيفة.