سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحوثيون" يرفضون المشاركة في الحكومة.. ويتمسكون بالتصعيد مخاوف من وجود خطة ل"الجماعة" للوصول إلى محافظة تعز * الدولة تناشد كافة الأطراف بتحمل مسؤولياتها التاريخية والوطنية
في تصعيد جديد للأوضاع في اليمن، أعلنت جماعة الحوثيين المتمردة رفضها المشاركة في الحكومة الجديدة، وأعلنت رسمياً رفضها التشكيل الوزاري الجديد، مما يضع اليمن في مفترق طرق يؤدي إلى استمرار حالة التوتر، ويهدد بنشوب حرب أهلية في البلاد. إلى ذلك اقتحمت جماعة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي أمس مبنى وزارة الداخلية في العاصمة اليمنية صنعاء منذ السيطرة على مقاليد الأمور فيها قبل شهر، على الرغم من تأكيد قادة الجماعة أنهم يقومون بحماية مؤسسات الدولة، فيما استمرت المواجهات الدامية بين أنصار الجماعة وعناصر تنظيم القاعدة في كل من البيضاء وإب، وسط مخاوف من وجود خطة للجماعة للوصول إلى محافظة تعز، والتسلل نحو المناطق الجنوبية من البلاد، وظلت أزمة التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة قائمة بعد خلافات بين الأطراف المشاركة فيها. وكانت جماعة مسلحة على متن سيارتين قد اقتحمت يوم أمس وزارة الداخلية بعد يومين فقط من رفع الحوثيين مخيماتهم من شارع المطار، الذي تقع الوزارة في نطاقه، وقام المسلحون بإغلاق مكتب وكيل الوزارة للشؤون المالية محمد الشرفي وطرد الموظفين في المكتب. وأشارت مصادر مطلعة إلأى أن إقدام الحوثيين على اقتحام الوزارة وإغلاق مكتب المسؤول المالي الأول فيها يعود إلى خلاف مع قيادة الوزارة التي رفضت تدخلهم في شؤون إدارية ومالية، على الرغم من أن الوزارة منعت جنودها من التصدي لجماعة الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء وأعطتهم توجيهات بالتعاون معهم. ويداهم الحوثيون منذ سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي، مؤسسات حكومية وخاصة مختلفة، بحجة مراقبتهم لأدائها، كما حدث مع وزارة المالية قبل أسبوعين عندما منعت الجماعة مسؤولي الوزارة من التصرف بأية معاملات باستثناء صرف رواتب الموظفين، ومنحت أنصارها في هذه المؤسسات صفة "لجان الرقابة الثورية". ودانت الحكومة تصرفات جماعة الحوثي، وأهابت في اجتماع لها أمس باللجنة الأمنية العليا "تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على جميع الممتلكات العامة والخاصة وتأمين مقرات الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية والمنشآت التعليمية وغيرها، ومواجهة الأعمال والتصرفات غير القانونية التي تؤثر سلبا على أداء هذه الجهات". وناشدت الحكومة الأطراف كافة بتحمل مسؤولياتها التاريخية والوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ اليمن في الحفاظ على كيان الدولة وممتلكاتها التي هي ملك للشعب بأكمله، كما حثت الأطراف السياسية المعنية على التسريع في تشكيل الحكومة الجديدة بما يمثله ذلك من أهمية في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية وتجاوز الإشكالات الراهنة. في غضون ذلك تواصلت المعارك الدامية بين مسلحي جماعة الحوثي وعناصر تنظيم القاعدة في كل من البيضاء وإب، حيث كانت أشرس تلك المعارك في منطقة قيفة والمناسح، حيث حظي تنظيم القاعدة بدعم من القبائل في هذه المناطق فيما يستفيد الحوثيون من آليات الجيش الذي سلم مواقعه لجماعة الحوثي بدون مقاومة. وأوضحت مصادر محلية في إب أن رجال القبائل واصلوا تصديهم لمسلحي الحوثي بعد أن خرق الحوثيون الاتفاق الموقع مع القبائل للخروج من المحافظة وتسليمها لقوات الجيش، وأعربت مصادر محلية عن خشيتها من خطط لجماعة الحوثي للوصول إلى محافظة تعز وبقية المناطق الجنوبية من البلاد. سياسياً لا تزال ولادة الحكومة الجديدة تواجه المزيد من التعثر بسبب عدم اتفاق الأطراف السياسية على حصصها في الحكومة، وذكرت مصادر مطلعة أن الحوثيين يصرون على الحصول على أهم الوزارات في الحكومة ويضغطون لإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على التشاور معهم على أسماء الوزراء المرشحين لشغر الوزارات السيادية، وهي: الدفاع، الداخلية، الخارجية والمالية.