وصف زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان الصادق المهدي تصريحات الرئيس السوداني الأخيرة حول الحوار مع القوى السياسية بأنها "عشوائية"، وأضاف "عادة لا نتخذ موقفا من تصريحات عمر البشير، وننتظر رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الوسيط ثامبو أمبيكي ليبلغنا بموقف الحكومة الرسمي من المفاوضات التي يعد لها بين الجبهة الثورية والحكومة وفق خارطة الطريق التي تسلمها قبل أيام". وكان البشير أكد أمام أنصاره أن الحرية لا تعني الفوضى، مشددا على أن الخرطوم ليست صنعاء، مما عده معارضون انتكاسة للحوار. وأكد المهدي أن المعارضة السودانية تمضي قدما في توحيد الموقف الوطني وتجميع القوى السياسية كلّها حول موقف موحد بسند دولي لمواجهة نظام عمر البشير. وجدد رفضه المشاركة في الانتخابات القادمة التي يحضّر لها المؤتمر الوطني الحاكم، ومن المقرر أن تنطلق في أبريل القادم، وقال إنها "ليست انتخابات، ولكنها تحضيرات يقوم بها المؤتمر الوطني الحاكم وحده، وهي تمثلهم هم فقط"، وشدد على أن فشل التجربة الإخوانية السودانية ألقى بظلاله على التجربة المصرية. وأشار إلى أن استمرار البشير في السلطة يحرم السودان من منافع كثيرة، ويغلق الباب أمام إعفاء الدين الخارجي ورفع العقوبات وغيرها، لافتا إلى أن الدستور الحالي انتهت صلاحيته بنهاية اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية بعد انفصال الجنوب. وقال المهدي بوضوح "إذا قبل النظام بخارطة الطريق سنمضي فيها، وإذا رفض سنتجه فورا للتعبئة من أجل انتفاضة لإسقاطه وسنجد تأييداً شعبياً ودولياً كبيرين". وفيما يختص بالمحكمة الجنائية، قال "الوضع الآن أصبح محرجاً جداً للرئيس البشير، بعد إعلان الرئيس الكيني كانياتا مثوله أمام المحكمة، مما أعطاها قيمة كبيرة". في سياق منفصل، قتل 3 من جنود حفظ السلام التابعين لبعثة الأممالمتحدة "يوناميد" بدارفور، ووقع الحادث عندما باغت مسلحون مجهولون دورية جنود إثيوبيين بهجوم أثناء حراستهم إحدى آبار المياه في المنطقة. وحسب بيان البعثة، فإن الجناة فروا من مسرح الجريمة بعد أن استولوا على إحدى المركبات التابعة للدورية، وأكد البيان أن القتيل الثالث توفي بعد نقله إلى الخرطوم مصاباً بجراح خطيرة.