عزا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري أسباب التراجع الذي تشهده الساحة السياسية والأمنية في بلاده إلى تورط حزب الله في القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفاً أن تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو خطأ يتحمل الحزب وحلفاؤه وزره، مشيراً إلى ما يسببه الشغور الرئاسي من أضرار على المسيرة السياسية ويعطل عمليات اتخاذ قرارات مهمة تحتاجها البلاد بشدة، فضلاً عن تشويه صورة البلاد في الخارج. وقال الحريري في تصريحات إعلامية "لبنان الذي هو نموذج للتسامح والعيش المشترك للمنطقة كلها مهدد اليوم بالاهتراء المؤسساتي، نتيجة الشغور في الرئاسة الأولى. الوضع يتدهور. وكل ذلك بسبب تدخل حزب الله في الحرب في سورية منذ عام 2012. هذا التدخل من حزب ميليشيا لبناني على أرض أجنبية تم دون استشارة اللبنانيين ولا الدولة اللبنانية. ومع أنهم يزعمون أنهم ذهبوا إلى هناك لمنع المجموعات الإرهابية السورية من القدوم إلى لبنان. إلا أن هذه المجموعات نفسها تتذرع بتدخل "حزب الله" في سورية لجلب المعركة إلى لبنان". وربط الحريري بين ظهور تنظيم الدولة "داعش" وبين التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وقال "ما يسمى بالدولة الإسلامية ليس دولة ولا إسلامية. بل هو مجموعة إرهابية ترتكب أفعالاً همجية ودنيئة باسم ديننا، والغالبية الساحقة من المسلمين معتدلون. وهؤلاء المتطرفون يستفيدون من الآثار السالبة للتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة العربية. القبائل السنية قاتلت تنظيم القاعدة بين عام 2007 وعام 2010، وأخرجته من هناك. لكن التدخل الإيراني، من خلال حكومة المالكي حرمهم حقوقهم. وهذا الشعور بالإحباط تستغله الدولة الإسلامية. اليوم في سورية، الشعب محكوم بخيار مستحيل بين الدولة الإسلامية وبشار الأسد". في سياق ميداني، اتجهت الأنظار صوب مدينة طرابلس، حيث ساد الهدوء منطقة التبانة بعد إخلاء مسجد عبدالله بن مسعود من مجموعتي شادي المولوي وأسامة منصور، وتواري المطلوبين عن الأنظار، في وقت سير فيه الجيش اللبناني دورياته في المدينة. وأكدت مصادر سياسية في المدينة أن "طرابلس أثبتت أنها لن تكون إلا بيئة حاضنة للجيش، قولاً وفعلاً تحت رايته في وجه كل الظواهر المناهضة للمؤسسة العسكرية". وأوضحت المصادر السياسية في تصريحات إلى "الوطن" "ما جرى هو تطبيق للخطة الأمنية، وبدا واضحاً أن محاولة حزب الله تحريك مجموعات من قوى الممانعة للقيام بأعمال مخلة بالأمن مثل محاولات الخطف وغيرها من الأحداث التي وترت أجواء المدينة خلال الأسابيع الماضية وأرادت تحويلها إلى عرسال ثانية، فشلت لأن سكان طرابلس يدركون ضرورة الأمن، وأن الجيش اللبناني هو من يحميهم وليس عصابات الأحياء"، مشيرة إلى أن "من يقيم مربعات أمنية في البلدة هو "حزب الله"، فهو الذي يملك القدرات العسكرية لذلك، أما منصور والمولوي فهم مجرد أدوات صغيرة تستخدم بهدف إيقاع الفتنة بين الجيش وأهل المدينة وقد تبين أن الحل أمني وليس عسكرياً، وكل سكان طرابلس وراء جيشهم ويرفضون الاعتداء عليه".