اليوم نرى أن العوامل والأسباب التي تدفع الخادمات الإثيوبيات إلى ارتكاب جرائم "نحر الأطفال" تعود إلى العقائد والموروث الثقافي لبعض الفئات ما جعل الرعب يتسلل إلى البيوت الخليجية بعد حادثة الطفلة "إسراء" التي قتلتها الخادمة بطريقة وحشية أثناء نومها. مما سبب الرعب أكثر حسبما ذكرته بعض الصحف السعودية أنه كان رد الخادمة بأن ما أقدمت عليه استجابة لنداء خفي لتقديمها "قربانا" لمعتقد ديني لديها. اللغز المسؤول عن الكثير من حالات قتل الأطفال على أيدي الإثيوبيات خاصة عندما يكون الضحية أو "القربان" طفلا لأن الجانية تستهدف الأضعف والأسهل وهذا المعتقد موجود عند فئات منهن. الخوف طرق أبواب من لديه خادمة إثيوبية أو أكثر، فمنهم من يريد أن يعرف أي معتقدات شريرة تحملها خادمتهم، أو هل هي تنتمي لهذه الفئة التي تقدم "قربانا" طفلا؟، ومما أثار الخوف أكثر عندما تم إيقاف استقدام الخادمات الإثيوبيات من بعض دول الخليج، مما أكد لهم أن استقدام هذه الجنسية خطر. وجود مثل هذه المعتقدات التي تأخذ منا فلذات أكبادنا في غفلة منا جريمة نرتكبها نحن أولا في حق أطفالنا؛ بسبب أننا نأتمن عليهم الخادمات، ولا نرى الوجه الآخر لهذه الابتسامة التي تحمل في طياتها معتقدات خرافية. الخوف الذي تسلل إلى قلوبنا من الخادمات الإثيوبيات ومعتقد القربان الذي ذاع صيته عبر مواقع التواصل، لا يعني أن بقية الجنسيات ليست لديها معتقدات. نحذر من الإثيوبيات أو نبتعد عن استقدامهن، وربما نتجه إلى جنسيات أخرى اعتقادا منا أنه ليس لديهم معتقدات حتى وإن حملت وثيقة كتبت عليها مسلمة. وبالرغم من كثرة الجرائم التي نسمع عنها، إلا أننا مازلنا في غفلة وبمجرد أن تبتسم الخادمة، ونجد منها المعاملة الطيبة نأتمنها على أطفالنا، وعلى كل ما له علاقة بطعامنا وشرابنا، وأسرارنا دون أخذ الحيطة والحذر منها، والملاحظ أن معظم الجرائم التي وقعت كانت من خادمات لم يتوقع منهن هذه الجرائم؛ لأنهن أظهرن عكس فعلتهن الشنيعة. أكثر من بيت وأسرة تدمر بسبب أفعال الخادمات من سحر وشعوذات وغيرها، واليوم أطفال في عمر الزهور تقطع أجسادهن قربانا لمعتقدات، وماذا ننتظر بعد هذا المعتقد الذي هز البيوت، وجعل الرعب يدب في النفوس، إذ نجد اليوم كل ربة بيت تتأمل خادمتها الإثيوبية. الخوف جعلنا نعمم ونحذر، وخلق في قلوبنا شكا والكثيرات اليوم يوجهن الأسئلة لخادماتهن عن معتقداتهن! والسؤال كيف يمكن أن نأخذ الحيطة والحذر من خادماتنا؟ ما المطلوب منا أن نقدمه لهن حتى نتجنب شر أفعالهن الشنيعة؟ كيف نعرف ما المعتقدات التي يحملنها؟ هل من مراكز تقيّم الحالات النفسية لتلك الخادمات؟ هل من حلول تحد من هذه الجرائم ونسب تؤكد ذلك؟