في عادة درج عليها "المدينيون" في استقبال حجاج بيت الله الحرام، يستقبل أهالي حي المعمارية ذويهم العائدين من المشاعر المقدسة بزيهم المديني الأصيل واللباس التقليدي لأهل المدينةالمنورة، المكون من العمة "الغبانة" والسديري الأبيض، ويلفون حول وسطهم البقشة الصفراء حاملين على أكتافهم الشربات المبخرة بالمستكة والمعبأة بماء زمزم مضافا إليه الكادي. ويستعيد أهالي المدينةالمنورة تراث الآباء والأجداد في استقبال ضيوف الرحمن العائدين من مكةالمكرمة بعد أدائهم فريضة الحج باحتفالات منزلية يشارك فيها أبناء الحي من الجيران الذين يرددون أهازيج وأناشيد قديمة تناقلوها عن آبائهم وأجدادهم لاستقبال الحجاج، إذ يسترجع مازن النعمان وهو أحد أهالي حي المعمارية عادات أهل المدينة في استقبال الحجاج بالورد المديني وكتابة الشعارات الدينية والمباركات وعبارات التهاني على منازل الحجاج قبل وصولهم، مشيراً إلى أن من عادات أهالي الحي قديماً الحرص على تزيين المباني والرسم عليها وكتابة المعايدة للعائدين من الحج. أما أم أسعد من أهالي الحي ذاته، فتقول إن هذه عادة من عادات أهالي المدينةالمنورة القدامى ولكنها اندثرت ولم يتبق الا القليل من الأحياء التي ما زالت محافظة عليها وهي الاحتفال بالحجيج القادمين بعد انتهائهم من أداء مناسك الحج ومنها تزيين المنازل من الخارج والكتابة على جدرانها، وبينت أن تلك العادات كانت متبعة في المدينةالمنورة حيث تبدأ الاحتفالات وتبادل التهاني لمن لديهم حاج بعد عودته، لافتة إلى أنه منذ القدم كان الحاج يستمر في تقديم الغذاء لضيوفه لمدة سبعة أيام متتالية، بينما يكتفي الآن بتقديم التمور ومياه زمزم، فما إن يعلم أهل الحي بقرب موعد قدوم الحجاج، حتى يجتمعوا ليلة قدومه لمشاركة ذويه في تزيين الحي والبيوت، كما أن المدينة تتزين ببعض الشعارات وتُضاء ميادينها والمباني لاستقبال الحجاج بشكل عام. ولفتت إلى اندثار بعض العادات التي وصفتها بالجميلة التي كانت تتبعها الأسرة التي ذهب واحد منها للحج، مبينةً أنه تمت الاستعاضة عنها بعادات أقل وفقا للظروف الحياتية. وقالت: كان الأهل والجيران قبل سفر الحاج وعند القدوم لوداعه يحرصون على تقديم هدية له، كما أنه عند عودته من أداء الفريضة كانوا يتسابقون على دعوته للعشاء أو الغداء كنوع من تكريمه، ولكن هذه العادات اندثرت الآن..