مع اقبال نسمات الخير والبركة ومع هلال الشهر الكريم يتبارى المسلمون بمشارق الارض ومغاربها لاستقبال خير الشهور كلٌ وفق عاداته وتقاليده الموروثة الممزوجة بالفرحة والاستبشار, قد تختلف العادات الرمضانية المتوارثة من مدينة لأخرى لكنها تتوحد بطابع الروح الاسلامية. في المدينةالمنورة يتسم رمضان بالروحانية والطمأنينة التي لاتوجد في أي بقعة من بقاع الأرض فهي هبة ميز الله بها مدينة رسوله الكريم عن غيرها من سائر المدن. فمع أذان المغرب تُفْرَش موائد الإفطار في الحرم المدني، ويتسابق القائمون عليها لجذب المسلمين للإفطار على موائدهم، وكلما زاد عدد المتواجدين ازداد فرح القائمين على هذه الموائد؛ لأنهم يرون أن أجرهم يزيد بقدر زيادة عدد المفطرين على موائدهم وتقدم لهم وجبات من التمر والشريك واللبن. المأكولات المدينية تسجل حضوراً على موائد الإفطار بالمسجد النبوي (و.ا.س) ولا تقتصر عادات أهل المدينة في رمضان على إفطار الصائمين في الحرم النبوي, بل تتميز المدينة بإرث حضاري عظيم من العادات والتقاليد الاجتماعية التي تعبق بماض جميل متعلق بشهر رمضان الكريم توارثه المدينيون جيلا تلو الآخر. ومما يميز المجتمع المديني في رمضان المحافظة على صلة الرحم والتواد في هذا الشهر حيث يتم اجتماع الاسرة الواحدة على مائدة الافطار في منزل كبير العائلة وهذه العادة مازال البعض متمسكاً بها بالرغم من تسارع وتيرة الحياة. تكون المائدة الرمضانية عامرة بالكثير من الأكلات الرمضانية التي اشتهرت بها الموائد المدينية في الشهر الكريم على رأسها طبق الفول المديني التقليدي بالدقة المديني يقدم مع الشريك الحجري الذي اشتهرت به المدينةالمنورة والزلابية بمرقة الخل والخضار والسمبوسك وشوربة الحب والحلويات المدينية التقليدية كالمشبك ولقمة القاضي والكنافة وبلح الشام المعروف محلياً باسم "الطرمبه" وكذلك لا تخلو السفرة المدينية من طبق القطايف بالقشطة والمكسرات ومن المشروبات التقليدية المتواجدة على السفرة المدينية في رمضان مشروب السوبيا وعصير قمر الدين التي تعتبر أهم مشروب رمضاني لدى الغالبية. ومن العادات التي مازال المجتمع المديني محافظاً عليها ولم تندثر مع التقدم والتطور الذي طال المجتمع السعودي, ان ربات البيوت في كل حي وخاصة الأحياء الشعبية القديمة في المدينة يقمن بتوزيع أنواع الأكل الذي يقمن بتحضيره للجيران وتسمى "طعمة" مشتقة من الإطعام وتكون طيلة شهر رمضان حيث يتبادلون الأطعمة فيما بينهم حتى تجد على المائدة الواحدة في البيت أكثر من عشرة أصناف يكون من كل بيت صنف. أهالي المدينة يتسابقون على جذب المسلمين للإفطار على موائدهم في الحرم النبوي (و.ا.س)