يوصف الضحية البريطاني الذي قام متطرفو تنظيم الدولة "داعش" بذبحه مؤخراً، ألان هينينج بأنه "رجل عاطفي جدا''. ويقول معارفه إنه تأثر بمشاهد الدمار وصور المدنيين الذين يلقون حتفهم في سورية بأيدي جنود النظام السوري، وأصبحت تلك المشاهد تلازمه ليل نهار، فانضم إلى مجموعة من السوريين الذين أسسوا جمعية للأعمال الخيرية، من أجل نقل المساعدة الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين في هذا البلد، ومن ثم ترك عمله كسائق سيارة أجرة في مانشستر البريطانية، واتخذ قراره الجريء بالسفر إلى سورية كمتطوع ضمن قافلة إنسانية.في سورية، عمل هيننج جاداً للمساهمة في تخفيف آثار الأزمة على المدنيين والأطفال، فاشتغل بقيادة سيارات الإغاثة التي توفرها المنظمات الدولية، وظهر في كثير من الصور التي نشرتها وسائل الإعلام وهو يقوم بمساعدة الأطفال ويحملهم على كتفه. لم يكن هيننج ينطلق من قناعات سياسية أو إيديولوجية معينة، بل كان هدفه مساعدة الإنسان أينما كان، دون نظر إلى دينه أو عرقه أو هويته، وما يؤكد ذلك أنه لم يكن في الأصل من رجال السياسة أو الحزبية، بل مجرد إنسان قلبه عامر بمساعدة أخيه الإنسان. لذلك هجر أبناءه، وترك أسرته لمساعدة أطفال ونساء، كل ذنبهم أنهم وجدوا في بلد تحكمه عصابة يقودها مجرم اسمه بشار الأسد.وفي غمرة انغماس هيننج بدوره الإنساني الذي قال لبعض أصدقائه إنه سبب له كثيرا من السعادة ورضاء الذات، أوقعه حظه العاثر في طريق. وحوش "لا يقلون عن الأسد دموية وإجراماً، بل يفوقونه إثماً بنسب كل أفعالهم الخارجة عن إطار الفطرة والحس السليم إلى الإسلام، وهو منها براء". فكان قدره أن يصبح رهينة في أيدي تنظيم "داعش"، الذين لم يطرف لهم جفن، ولم تهتز لهم عين، وهم يقومون بذبحه من الوريد إلى الوريد، لا لشيء إلا لأنه بريطاني أرادوا عبر ذبحه توصيل رسالة إلى الحكومة البريطانية. وإن مات هيننج أو قتل، فسيبقى رمزاً للأخوة الإنسانية التي لا تفرق بين بني الإنسان بسبب دينه أو لونه.