مع كل يوم تشرق فيه شمس الوطنية يكون للوطن معنا قصة إنجاز ترويها حكمة القيادة ومحبة الشعب السرمدية. أما يوم ذكرى توحيد المملكة فلنا نحن السعوديين معك قصة مختلفة هي اعتزازنا بالانتماء لشموخك والتمسك بترابك وشجرة الحفاظ عليك التي سقاها آباؤنا وأجدادنا بدمائهم، فأنت من سرى حبك في دماء مواطنيك وفرضت علينا الوفاء لك بحبك لأبنائك واحتضانك لهم وبقيت مكانتك عالية بين كل أقرانك تماماً مثل علمك الخفاق، وطني.. وطن يحن له كل المسلمين لا تصفه السطور ولا تحكيه الكلمات، فأنت من زرعت الحب والسلام في العالم من حولنا وحاورت الأديان وناهضت الإرهاب وسابقت المجد في عطاءاتك في الداخل والخارج. إننا نعيش في بلد يحق لكل مواطنيه التباهي بما حباه الله -سبحانه وتعالى- من نعم عظيمة، ابتداء بتطبيق شرع الله، والقيادة الحكيمة والمشاريع التنموية، وما تبقى لإكمال منظومة العقد الوطني الفريد هو على عاتق المواطن في القيام بواجبه تجاه وطنه والأخذ على يد المفرط من التعدي على بناء الإصلاح واستشعار بأن أحقية هذا الوطن في إبراز جمال صورته الحقيقية والتقدم به هو ُمناط به وحده، ومن دونه لا يتحقق الهدف المنشود. إن ما يقود العاملين في الدول الغربية للنهوض بأوطانهم ليس واجبا دينيا ولكنه حب الوطن والفخر به جعلاهم يخلصون في أعمالهم حتى سادوا دول العالم وهو ما لا نجده عند بعضنا ليس بتقديم الأفضل فقط ولكن حتى بعدم المحافظة على مقدرات البلاد وصون الممتلكات العامة وتقديم أفضل ما لدينا في أداء المهام المنوطة بنا. شعورنا نحو الوطن ليس بالتباهي بمواقف حكومتنا الرشيدة تجاه ما يدور حولنا من قضايا سياسية، ولا بما حققه رجالات الدولة من الدفع بعجلة التنمية وتلاحم القيادة مع الشعب فحسب. ولكنه بالشعور بالمواطنة الحقيقية متمثلاً في الغرس الذي ترعرع في قلوبنا وسقته دماء أوردتنا منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- لهذا الكيان العظيم، وانتهاء بآخر يوم من أعمارنا، آخذاً بأيدينا لنقدم كل ما في وسعنا للحفاظ على سلامة كيان دولتنا من طمع الطامعين، باذلين بكل سخاء أرواحنا ودماءنا دون المساس به وإلجام من يحاول تمزيق شملنا أو تفريق تلاحمنا.