أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ من نتائج التقرير الثاني للجنة تقصي الحقائق بشأن الهجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية، الذي صدر بتاريخ 10 سبتمبر الماضي وأكد أن هناك استخداما ممنهجا ومتكررا لغاز الكلور الذي راح ضحيته العديد من الأبرياء من الشعب السوري. جاء ذلك خلال كلمة المملكة أمام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في اجتماعه الخامس والأربعين الذي عقد أمس، وألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة هولندا والممثل الدائم للمملكة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية السفير عبدالله بن عبدالعزيز الشغرود، الذي قال إن هذه الهجمات تمت بواسطة الطائرات المروحية بحسب أغلب الشهود، وهو الأمر الذي يؤكد أن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام هذه الأسلحة، لأن المعارضة ببساطة لا تمتلك هذه الطائرات، كما أشار التقرير إلى أن هذه الهجمات ما زالت مستمرة، وخاصة في أواخر شهر أغسطس الماضي، مما يشير إلى استهتار نظام الأسد بحياة الشعب السوري وبالقرارات الدولية التي تمنع استخدام هذه الأسلحة وعزمه مواصلة استخدامها. ميدانيا، هز انفجار ضخم العاصمة السورية دمشق وأجزاء من ريفها، وذلك إثر سقوط صاروخ أرض - أرض أطلقه نظام الأسد على حي جوبر، الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة شرق العاصمة، يأتي ذلك في وقت سقط فيه قتلى وجرحى بقصف حكومي على حلب وحمص. ويجيء هذا التفجير بينما تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، حيث تحاول قوات النظام منذ أشهر تطويق الحي واستعادة السيطرة عليه. ويقع حي جوبر شرق العاصمة دمشق ويعد خط التماس الأول بين ريف دمشق الشرقي والعاصمة، كما يتحكم الحي بمواقع استراتيجية أهمها كراجات العباسيين وساحة العباسيين. بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني في حي جوبر. إلى ذلك، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش الحر في عدد من بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما شن النظام غارتين على الجبل الغربي لمدنية الزبداني بالمنطقة نفسها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام نفذت حملة مداهمات لمنازل مواطنين في منطقة السخانة بحي الميدان وسط العاصمة، واعتقلت عشرات المواطنين، وأضاف أن قذيفة هاون أطلقها فصيل إسلامي سقطت على منطقة في حي العباسيين وسط العاصمة. وفي محافظة حلب، قال المرصد إن عدد الذين استشهدوا إثر إلقاء الطيران المروحي لبرميل متفجر على منطقة سوق الخضرة في حي الصاخور ارتفع إلى 9 بينهم أطفال ونساء. وكان طيران النظام قد ألقى برميلين متفجرين فجر أمس على منطقة الكسارة في الحي ذاته، مما أدى لإصابة شابين وفتى بجراح، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على بلدة الزربة بريف حلب الجنوبي الغربي، كما ألقى برميلين متفجرين على مناطق في مخيم حندرات شمال حلب. وأضاف المرصد أن اشتباكات دارت بعد فجر أمس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني. وفي حمص، قالت شبكة مسار برس إن الطيران المروحي قصف بأربعة براميل متفجرة مناطق في مدينة الرستن، مما أدى إلى مقتل 5 رجال وسقوط ما لا يقل عن 5 جرحى. وفي إدلب، قالت مسار برس إن قوات النظام شنت صباح أمس 9 غارات جوية على مدن وبلدات المدينة، كما ألقت مروحيات جيش النظام برميلين متفجرين على مدينة سراقب بالمنطقة نفسها. وأكدت أن شاباً قتل وأصيب آخرون جراء غارة جوية على مدينة سراقب.