اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري والميلشيات الموالية من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في القلمون شمال دمشق وسط معلومات عن سقوط طائرة حربية، في وقت حقق مقاتلو المعارضة «تقدماً جزئياً» في مدينة حلب شمالاً. وقُتل ثمانية بغارة على ريف حماة في الوسط، حيث اتهمت المعارضة النظام باستخدام غازات سامة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «سقطت طائرة حربية فوق جرود القلمون التي تشهد اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف آخر، وتضاربت المعلومات في ما إذا كانت الطائرة قد سقطت جراء عطل فني أصابها أم أن المقاتلين تمكنوا من إصابتها وإسقاطها». وأشار إلى أن مصير طاقم الطائرة الحربية «مجهول حتى اللحظة» بعد ظهر أمس، فيما تحدث مصادر المعارضة عن «خسائر تجاوزت 13 قتيلاً من قوات النظام وحزب الله» في المواجهات. وفي دمشق، تجدد القصف من قوات النظام على مناطق في بلدتي سقبا وكفربطنا شرق العاصمة، إضافة إلى شن غارات على مناطق في مدينة دوما وبلدة حمورية في الغوطة الشرقية «ما أدى لاستشهاد رجل وطفل من عائلة واحدة وسقوط جرحى في مدينة دوما، وتأكد استشهاد رجلين اثنين جراء قصف قوات النظام مناطق في مدينة زملكا ليل أمس»، بحسب «المرصد». وبث نشطاء معارضون صوراً لقتلى من القوات النظامية في حي جوبر شرق دمشق، حيث دارت مواجهات حادة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مسودة اتفاق لتسوية في عربين شرق دمشق، تضمن «تسليم (المعارضة) كامل السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع من يريد تسليم نفسه وإعادة الحياة الطبيعية للمدينة وتشكيل لجنة لتسوية أوضاع المتخلفين والمطلوبين» على أن يبقى «السلاح الخفيف في المدينة لبسط الأمن والاستقرار وتسلم الجيش (النظامي) مداخل المدينة مع إعادة عمل مخفر الشرطة والبلدية وإطلاق سراح عدد من المعتقلين مقابل إطلاق سراح المخطوفين». في وسط البلاد، قصفت قوات النظام مناطق في قرية معرزاف في ريف حماة الغربي «ما أدى إلى استشهاد 8 مواطنين بينهم ثلاثة أطفال دون سن الثامنة عشر ومواطنتان اثنتان، إضافة إلى سقوط جرحى بينهم أطفال»، بحسب «المرصد» الذي قال بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في محيط حاجزي المجدل ومدرسة الحكمة في ريف حماة الغربي وسط قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق الاشتباكات». وتابع «المرصد»: «وردت أنباء عن استشهاد عدة مواطنين من عائلة واحدة من قرية أرزة جراء سقوط عدة قذائف قبيل منتصف ليل (أول) أمس على مناطق في بلدة قمحانة» التي كانت قوات المعارضة سيطرت عليها. ونفذ الطيران الحربي أربع غارات على مناطق في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، في وقت اتهمت المعارضة القوات النظامية باستخدام غازات سامة في القصف، علماً أن بعثة تابعة لمنظمة حظر السلاح الكيماوي تحقق بمزاعم عن استخدام غاز الكلور في كفرزيتا المجاورة للطامنة وتلمنس في ريف ادلب في شمال غربي البلاد. وفي حمص المجاورة، أصدر «علماء الدين» بالاتفاق مع الكتائب الإسلامية والمقاتلة في حي الوعر «حكم القتل» بحق خمسة من مقاتلي كتيبتين مقاتلتين بتهمة» الإفساد في الأرض» بحسب «المرصد» الذي قال إنهم اتهموا ب «عمليات سرقة وتعاطي الحشيش واقتحام عدة منازل للمواطنين وضرب ساكنيها وايذائهم»، على أن يكون الإعدام «سرياً وليس في الساحات العامة». في شمال البلاد، ألقى الطيران المروحي «برميلاً متفجراً قرب جامع النور في حي الحيدرية تبعه قصف من قبل قوات النظام على المنطقة ذاتها ما أدى إلى سقوط جرحى»، بحسب «المرصد». وأضاف: «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث من جهة، وجيش المجاهدين وكتائب نور الدين الزنكي ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط الأكاديمية العسكرية ومدرسة الحكمة في حي الحمدانية وضاحية الأسد وعلى أطراف حي الراشدين ومحيط البحوث العلمية ترافق مع قصف الطيران الحربي محيط البحوث العلمية وأطراف حي الراشدين وسط تقدم الأخير (المعارضة) في ضاحية الأسد وتدمير دبابة لقوات النظام فيها». الى ذلك، قال «المرصد» إن تموز (يوليو) الماضي سجل أعلى نسبة قتلى في صفوف القوات النظامية السورية والموالين لها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) 2011. وأوضح «المرصد» أن نحو ستة آلاف شخص قتلوا في الشهر الماضي وانه «وثق استشهاد ومقتل ومصرع 5340 شخصاً بينهم 2224 مدنياً فيهم 225 طفلاً و140 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و1157 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية». في المقابل، قتل 961 من قوات النظام و937 من عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والمخبرين الموالين للنظام و28 من عناصر حزب الله و78 من المقاتلين الموالين للنظام من الجنسيات غير السورية». وأضاف: «نحو 38 في المئة من الخسائر البشرية، خلال الشهر الفائت، هي من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وهي أعلى نسبة مئوية شهرية لخسائر النظام، منذ انطلاقة الثورة».