علي عواض عسيري- سفير المملكة بدولة لبنان تحتفل بلادنا في هذا الوقت من كل عام بذكرى اليوم الوطني، ذكرى توحيد المملكة على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود - طيّب الله ثراه -، التي تشكل محطة لاستلهام الصفات الاستثنائية التي تحلّى بها هذا القائد الكبير، وللافتخار بالإنجازات التي حققها أبناؤه الميامين بعده في مسيرة النهوض المستمرة بالمملكة على كافة الصعد، وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، حامل الأمانة واللواء، والساهر على أبنائه وعلى كافة أبناء هذا الوطن العربي والأمة الإسلامية، يذود عنهم ولا يوفر جهدا في سبيل تحقيق ما يستحقونه من خير ورفاه. وانطلاقا من هذه المسؤولية القومية والأخوية من المملكة تجاه الدول العربية والإسلامية فإن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو أول من يسارع إلى نصرة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم وتقديم كل ما يحتاجونه من دعم سياسي في المحافل الدولية، أو دعم اقتصادي يساعدهم على اجتياز الصعاب التي يمرون بها، هذا إلى جانب دعواته الأخوية المستمرة إلى قادة الدول العربية وشعوبها لتعزيز الوحدة الداخلية ونبذ الخلافات والتكاتف والتآزر لمواجهة التحديات وكل ما يطرأ من أحداث. أقول هذا الكلام لأشير إلى الأوضاع السياسية والأمنية التي تمر بها منطقتنا العربية وما نشهده من تحديات وظواهر غريبة عن بيئتنا ومجتمعاتنا وتقاليدنا، التي بدأت انعكاساتها السلبية تطال عددا من البلدان، من بينها لبنان العزيز وشعبه الشقيق الطيب، الذي له في قلب القيادة السعودية وقلب كل مواطن سعودي مكانة خاصة، يعبّر عنها خادم الحرمين الشريفين في كل مناسبة وفي كل مرة يستشعر خطرا محدقا، وذلك حرصا منه على أمن هذا البلد واستقراره ولكي يبقى بمنأى عن العواصف والأنواء التي تضرب المنطقة من كل صوب. لأن فرحة المملكة لا تكتمل إلا بفرحة أشقائها وراحتهم وأمنهم واستقرارهم. ومن هذا المنطلق الأخوي أناشد الأشقاء في لبنان أن يحافظوا على لبنان ويبذلوا كل الجهود في سبيل حمايته وتحصينه عبر تعزيز وحدتهم الوطنية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يقود البلاد ويطلق الحوار، ويقطع الطريق على الفتنة المذهبية وعدم تجييش الشارع، ويغلب لغة العقل والمنطق والحكمة والاعتدال، وأناشدهم عدم توريث أبنائهم الخلافات السياسية والمذهبية بل توجيههم نحو العلم والعمل والثقافة والنهوض بلبنان وإعماره وتطويره وإعلاء شأنه على كافة المستويات، وأن يجعلوا هذا المستقبل مشرقا. هذه هي رسالة المملكة العربية السعودية في ذكرى يومها الوطني إلى لبنان، وهي الرسالة التي لطالما رددها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في لقاءاته مع مختلف القيادات السياسية اللبنانية، وأتشرف بتردادها لنجعل من هذه الذكرى العزيزة حافزا إضافيا لمحبة أوطاننا والعمل من أجل حمايتها وتطويرها والذود عن حياضها. وفي الختام يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهنئة بمناسبة هذا اليوم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليّ وليِّ العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وإلى الشعب السعودي النبيل سائلا المولى - عز وجل - أن تبقى المملكة أرض العزّة والخير وموئل الأخوة الحقة. وراجيا الله لكل دول المنطقة وشعوبها الشقيقة الاستقرار والأمن والأمان.