افتقد مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال وهداف دوري عبداللطيف جميل الموسم الماضي، ناصر الشمراني، حاسته التهديفية خلال المباريات التي خاضها فريقه محليا وقاريا منذ بداية هذا الموسم، مسجلاً تراجعاً كبيراً في فاعليته كهداف من الطراز الأول، الأمر الذي لم يثر استغراب أنصار "الزعيم" فقط بل الوسط الرياضي بأكمله، الذي اعتاد على وجود دائم للاعب في قائمة الهدافين منذ أن شق طريق النجومية بقميص ناديه الأول الوحدة قبل عشرة أعوام. زعيم الهدافين سجل الشمراني مع "فرسان مكة" نفسه كقناص لا يشق له غبار أول مرة عندما نال لقب وصيف هداف الدوري عام 2007، ليلفت أنظار الأندية الكبيرة التي سعت لاستقطابه قبل أن يختار ارتداء قميص الشباب ومعه حقق لقب هداف الدوري عام 2008 للمرة الأولى في مسيرته وكرر ذلك في الموسم الذي يليه، وعلى الرغم من تعرضه لقطع في الرباط الصليبي عام 2010 وفقده فرصة المنافسة على لقبه المفضل ذلك الموسم إلا أن زعامته للهدافين حضرت مرتين متتاليتين في دوري عامي 2011 و2012، وفي الموسم الماضي مارس هوايته في أول ظهور له بقميص الهلال، رافعا ألقابه كهداف للدوري إلى الرقم خمسة ألقاب ليصبح الهداف الأبرز للكرة السعودية في الوقت الحالي. حضور هزيل يتميز الشمراني الملقب ب"الزلزال" بالروح العالية في الملعب وعدم تقبله الخسارة بأي شكل كان، مما يرفع نسبة الخطورة لديه منتهزا أي فرصة تتاح أمامه لمعانقة شباك المنافسين، بيد أنه هذا الموسم لم يكن في وضعه الطبيعي، مكتفيا بهدف وحيد فقط خلال خمس مباريات لعبها مع الهلال ضد العروبة والشعلة والأهلي ضمن دوري عبداللطيف جميل، وأمام السد في ربع نهائي دوري أبطال آسيا ذهاباً وإياباً، وتواصل هذا الغياب حتى على مستوى المنتخب الأول عندما واجه "الأخضر" وديا نظيره الأسترالي الاثنين الماضي في "لندن"، وظهر خلالها الشمراني بأداء هزيل لم يشكل معه أي خطورة تذكر، مما دفع المدير الفني الإسباني "خوان لوبيز كارو" إلى استبداله مطلع الشوط الثاني. أمور تكتيكية هذا الغياب المفاجئ لكبير الهدافين السعوديين، أرجعه المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد، إلى خطة مدرب الهلال "ريجيكامف"، موضحاً في تصريحه ل"الوطن" أن تكليف اللاعب من قبل مدربه بأداء بعض المهام المطلوبة خلال المباراة يتسبب في تقليل فرص التهديف أمامه، وأضاف "غالباً ما يطلب المدرب من اللاعبين، ومن بينهم المهاجمون، أمورا تكتيكية ربما تغيب عن المشاهد والمشجع البسيط، إلا أنها تعود في الأخير بالنفع على الفريق بشكل عام، ومن هذه الأدوار التكتيكية تغطية لاعبي الخصم ومساندة خط الوسط وإغلاق بعض المناطق التي يرى المدرب أنها تشكل مكامن قوة في المنافس"، مبينا أن كرة القدم "لعبة جماعية وليست فردية والمطلوب في النهاية تحقيق الفريق للانتصار بغض النظر عن هوية مسجل الأهداف".