اشتهرت كرة القدم السعودية وعلى مدى عقود طويلة بتقديمها للاعبين مهاريين متميزين وفي مختلف المراكز، ويعد نادي الهلال من بين أبرز المدارس الكروية التي صقلت عددا من المواهب وقدمتهم كنجوم كرويين وللمنتخب السعودي، وتواصل تخريجها للمواهب البارزة حتى وقتنا الحاضر، حيث يقفز اسم لاعب خط وسطه سلمان الفرج (25 سنة)، الذي بزغ نجمه بشكل لافت مع بداية هذا الموسم رغم تعدد المراكز التي يلعب بها مواصلا مشوار تألقه الذي بدأه قبل مواسم قليلة وبفضل قوة تسديداته اليسارية وتركيزه الكبير أمام المرمى، وهو تميز وضعه مدرب المنتخب السعودي الأول "لوبيز كارو" نصب عينيه ليختار الفرج في قائمة "الأخضر" التي تتأهب لخوض بطولة الخليج في العاصمة الرياض في ال13 من نوفمبر المقبل. الظهور الأول تدرج الفرج بنادي الهلال بداية من الفئات السنية وحتى تصعيده للفريق الأول من قبل المدرب الروماني "كوزمين اولاريو" عام 2008، وتعود قصة تسجيله في النادي إلى مشاركته في دورة رمضانية بمدينة الرياض حينما شاهده وقتها رئيس الهلال السابق الأمير محمد بن فيصل، وتحدث معه بشأن انضمامه للنادي وأوصى بالتحاقه بفرق الفئات السنية، وهو ما حدث بعد أن تدرب معهم وتم تسجيله رسميا من خلال إداري فئة الشباب حينها "خالد الحبيش". ومنذ اقتحامه قائمة الفريق الأول عام 2008 حقق الفرج معه لقب الدوري السعودي موسم 2010 - 2011 بجانب ستة ألقاب متتالية لكأس ولي العهد بدأت في 2008 وحتى 2013، ولا يزال الفرج يطمح لتحقيق بطولات أخرى مع فريقه الذي يرتبط معه بعقد احترافي ينتهي في عام 2017 بعد أن جدد عقده مع الفريق في الموسم الماضي لخمس سنوات جديدة مقابل 21 مليون ريال سعودي، لا سيما وأن الفريق ينافس على دوري أبطال آسيا لهذا الموسم لإضافة إنجاز جديد يسجل في تاريخه. ثقة "ريجيكامف" وكان الفرج الذي يحمل الرقم (13) بالكتيبة الزرقاء، بدأ هذا الموسم بتألق لافت ومستوى متطور ويعد الأميز بين لاعبي الفريق من خلال تطبيق التكتيك والأدوار المكلف بها من قبل مدربه الروماني "لورينت ريجيكامف"، وأبدى ثباتا في أدائه رغم أنه لعب في أكثر من مركز، حيث اعتمد عليه مدربه هذا الموسم كظهير أيسر وكمحور في خط المنتصف وأيضا كجناح أيسر وكان دائماً ما يشكل خطورة على الخصم. وأظهر الفرج (1.80 متر) إمكاناته التهديفية هذا الموسم بشكل واضح، مستفيدا من تسديداته بالقدم اليسرى محرزا ثلاثة أهداف، اثنان منها في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين أمام العروبة والشعلة، فيما كان الثالث والأهم الذي منح الهلال الفوز على السد القطري في دوري أبطال آسيا. تألق الفرج هذا الموسم أرجعه المدرب الوطني ولاعب نادي الهلال السابق، حسين الحبشي، إلى منحه الفرصة كاملة بالمشاركة مع الفريق من قبل المدرب "ريجيكامف" بعد أن كان أسيراً لدكة البدلاء الموسم الماضي، ولم يتردد الحبشي في انتقاء الفرج ردا على سؤال "الوطن" حول أبرز لاعب هذا الموسم حتى الآن، مؤكدا أنه "قيمة فنية يحتاجها أي مدرب من خلال ظهوره البارز وتأقلمه في أكثر من مركز"، مستدركا "عندما يتميز لاعب المحور ويصبح هدافاً لفريقه حتى الآن فهذا يعني أن اللاعب متألق جداً ويجب الحفاظ عليه وصقل موهبته وعدم التفريط فيه". مشيدا بانضباط الفرج في التدريبات وحضوره المبكر، وحرصه على تطبيق جميع ما يطلبه مدربه من خلال التحرك السليم والتمرير الدقيق والتصويب على مرمى الخصم، مضيفا أن "الروماني ريجيكامف صقل موهبة التسديد لديه هذا الموسم وباتت تسديداته خطيرة جداً إن لم تكن داخل الشباك"، متمنيا استمرار الفرج على هذا المستوى وأن يطور من نفسه أكثر، وأن اللاعب "مكسب للمنتخب قبل أن يكون مكسباً للهلال وسيخدم الكرة السعودية على المدى البعيد".