في وقت استمرت فيه المشاروات من أجل التوصل إلى تشكيل نهائي للحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بما يتفق ومطالب القوى السياسية بالعراق، قال إمام وخطيب جمعة الفلوجة الشيخ عبدالرحمن الجميلي: إن "بعض المرشحين للمناصب الوزارية لا يستطيعون الوقوف أمام المليشيات الإيرانية التي تقتل وتخطف الأبرياء". فيما دعا ممثل المرجع الديني علي السيستاني في محافظة كربلاء، إلى تشكيل حكومة وطنية تستطيع إدارة البلاد وتلافي مشاكلها، وضرورة أن يكون خطابها "موحدا للصفوف". وقال أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة أمس: "يجب تشكيل حكومة وطنية قوية تتمكن من إدارة البلاد وتلافي مشاكله الحالية والمستقبلية وأن تستفيد من أخطاء الماضي"، مشددا على ضرورة "إدراك الكتل السياسية ظروف البلاد وأن تترفع عن إثارة المشاكل الجانبية التي تعمق الخلاف بين أبناء الشعب الواحد". وأشار إلى أن "الحكومة المقبلة مدعوة ليكون عملها وفق برنامج معد بشكل صحيح، وأن يكون خطابها موحدا للصفوف ومقربا لوجهات النظر، وأن يشعر المواطن بالحماية في ظلها أمنيا واقتصاديا واجتماعيا". وكانت مشاروات تشكيل الحكومة قد تواصلت أمس في مقري رئيس "ائتلاف متحدون للإصلاح" أسامة عبدالعزيز النجيفي، ورئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري، حول ورقة تحالف القوى العراقية وتطورات تشكيل الحكومة. وقال مصدر من داخل التحالف إنه "تمّ تشكيل هيئة عليا مسؤولة عن حسم القرار النهائي فيما يتعلق بأمور التفاوض، واتخاذ القرارات التي تراها مناسبة"، موضحا أن "هذه اللجنة مكوّنة من أسامة النجيفي وسليم الجبوري وصالح المطلك وجمال الكربولي". وأضاف المصدر أن "الهيئة لاحظت تلكؤا وعدم جدية بتناول المطالب والحقوق من قبل رئيس الوزراء المكلف، وبخاصة فيما يتعلق بوزن المكوّن، مما دعاها إلى التحفظ، مع تقديم طلبات محددة تهم جماهير المحافظات الست. وما زالت الاجتماعات متواصلة بهدف متابعة المستجدات والتعامل معها بما يحفظ حقوق وطلبات ووزن المكون الذي تمثله". وأشار المصدر إلى أن تحالف القوى استبدل جميع أعضاء لجنته التفاوضية مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة، بعد تعثر مفاوضات اللجنة مع التحالف الوطني، لافتا إلى أنه سيتم منح الثقة اليوم أو غدا، للحكومة برئاسة العبادي. وفي شأن آخر، أفاد مصدر أمني في إقليم كردستان أمس، بأن قوات البيشمركة بدأت بعملية عسكرية واسعة بغطاء جوي أميركي لاستعادة مناطق من بينها قضاء الحمدانية من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وفي المناطق الشمالية من الرمادي انفجرت سيارة يقودها انتحاري استهدفت ناقلة جند، وخلف الحادث عدداً من الضحايا بين قتيل وجريح. وقال الجيش العراقي: "إن قوات النخبة العراقية قضت على 22 من عناصر "داعش" خلال مواجهات في منطقة جرف الصخر جنوببغداد". ورغم التقدم الذي تحرزه القوات العراقية ضد "داعش" في جبهات عدة، فإن ذلك يبقى أملاً بعيد المنال لسكان تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين، إذ لا تزال محاولات الجيش العراقي لاقتحام المدينة وطرد مسلحي "داعش" منها تصطدم بضراوة مقاومة متطرفي التنظيم.