قتل ثلاثة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بينهم قيادي بانفجار عبوة ناسفة نفذته عشائر سنية منتفضة ضده قرب ناحية الرشاد على بعد 65 كلم غرب كركوك. وقال مصدر في العشائر المنتفضة إن "قواتنا فجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لداعش مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم، بينهم القيادي صالح فرحان من سكان قرية ربيضة الواقعة جنوب كركوك". وشكلت العشائر التي رفضت الانخراط في صفوف "داعش" تشكيلا عسكريا لمقاتلتهم، وخصوصا في غرب كركوك ومحافظة صلاح الدين. وكان مسلحون من "داعش" نسفوا منزل أمير قبائل العبيد العربية السنية غرب كركوك، بعد أن رفض مبايعتهم. وقال الشيخ أنور العاصي الذي لجأ إلى محافظة السليمانية في إقليم كردستان منذ ثلاثة أسابيع إن "عناصر داعش نسفوا منزلي في قرية الرمل اليوم من خلال زرع مواد متفجرة وتدمير المنزل". وأضاف أن "سبب ذلك يعود إلى رفضي مبايعة داعش وإعطائهم موافقة تبرر قتل الشيعة أو الشروع بتنفيذ أعمال التهديد والخطف والإحالة لما يعرف بمحاكمهم الشرعية". وكان معظم السكان المسيحيين فروا من مدينة الموصل الشمالية في العراق ولم يكد يبقى منهم أحد لينتهي وجودهم الذي استمر على مدى ما يقرب من 2000 عام، وذلك بعد أن حددت لهم "داعش" مهلة انتهت ظهر أول من أمس للخضوع للحكم الإسلامي أو الرحيل. وقال أسقف كاثوليكي من الموصل إن 150 عائلة مسيحية رحلت في الأيام الأخيرة، وإن قيادات الكنيسة نصحت الأسر القليلة التي أرادت التفاوض مع المتشددين بالرحيل من أجل سلامتها. ووصف المسيحيون هروبهم بأنه خسارة تاريخية. وأعلن "داعش" مسؤوليته عن موجة تفجيرات بسيارات مفخخة في أحياء في بغداد، أول من أمس، قتل فيها 27 شخصاً على الأقل. وقتل 15 شخصاً بينهم أطفال ونساء وأصيب 26 آخرون جراء القصف العسكري بصواريخ الطائرات والراجمات الذي تعرضت له مدينة الفلوجة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. سياسيا أعلن اتحاد القوى الوطنية العراقية أمس طرح مرشحه زعيم ائتلاف متحدون أسامة النجيفي لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية، فيما قدم التحالف الكردستاني اليوم إلى رئاسة مجلس النواب اسم مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية، وسط إخفاق التحالف الوطني الذي يضم القوى الشيعية في التوصل إلى اتفاق بين مكوناته لتسمية مرشحه لمنصب رئيس مجلس الوزراء. ويضم اتحاد القوى الوطنية، القوى الممثلة لسنة العراق، من بينها ائتلاف "متحدون" والحزب الإسلامي العراقي، فضلا عن ائتلاف العربية الذي يترأسه صالح المطلك، وكتلة الحل برئاسة جمال الكربولي. وقال القيادي في الاتحاد النائب أحمد المساري ل"الوطن" لقد "قرر الاتحاد بعد اجتماعات ومشاورات طرح مرشحه أسامة النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية كجزء من استحقاقه الانتخابي بعد أن تنازل عن رئاسة مجلس النواب لصالح سليم الجبوري". وبعد وصول الرئيس جلال الطالباني إلى العراق عائدا من رحلة علاج في ألمانيا استمرت قرابة 18 شهرا وفي إطار الإسراع بتحقيق الاستحقاقات الدستورية للمرحلة المقبلة، وفي مقدمتها تشكيل الحكومة، توصل التحالف الكردستاني إلى اتفاق بين مكوناته على تقديم مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية إلى رئاسة مجلس النواب اليوم. وقال النائب محسن السعدون ل"الوطن" إنه "سيسلم التحالف اسم مرشحه رسميا اليوم إلى رئاسة مجلس النواب من أجل التصويت عليه من قبل الأعضاء في جلسة الأربعاء المقبل". مشيرا إلى أن الكتل المنضوية ضمن التحالف الكردستاني: "اتفقت على تسمية مرشح يتمتع برضا جميع الأطراف" من دون ذكر اسمه، فيما ترددت أنباء تفيد بأن فؤاد معصوم القيادي في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني بزعامة الطالباني هو المرشح الأوفر حظا لتولي المنصب. ومعصوم يحمل شهادة الدكتوراه باللغة العربية، وكان عضوا في البرلمان العراقي لدورتين متتاليتين. ويعد انتخاب رئيس الجمهورية طبقا لصلاحياته التي نص عليها الدستور بتكليف مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة الجديدة خطوة تمهيدية لوضع حد للجدل الذي يدور داخل التحالف الوطني الذي يضم القوى الشيعية حول تسمية مرشحه. وعقد التحالف الوطني عدة اجتماعات على مدى الأيام الماضية لم تسفر عن حصول اتفاق بين مكوناته، وإثر ذلك أعلنت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري المنضوية ضمن التحالف اللجوء إلى خيارات أخرى للإسراع بتشكيل الحكومة. وقال القيادي في الكتلة أمير الكناني ل"الوطن" إننا "سنكون مضطرين للتحالف مع الكتل السياسية الأخرى من أجل تشكيل الحكومة وفقا للسقوف الزمنية التي حددها الدستور، مبينا أن ائتلاف دولة القانون: "لم يقدم أي مرشح بديل عن زعيمه المالكي، وهو مازال مصرا على تجديد ولايته". مشيرا إلى أن "تسمية مرشح رئاسة الحكومة داخل التحالف الوطني لا يحتمل الإطالة، ومن الضروري الانتهاء من هذا الملف الشائك فور تسمية رئيس الجمهورية من التحالف الكردستاني".