زار وفد سعودي، برئاسة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى. ففي الديوان الأميري استقبل أمير قطر، الوفد السعودي، الذي نقل في بداية الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتمنياتهما لأمير قطر بموفور الصحة والسعادة وللشعب القطري الشقيق دوام التقدم الازدهار. فيما حملهم أمير قطر تحياته لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وتمنياته لهما بموفور الصحة والعافية ولشعب المملكة المزيد من التقدم والنماء. وجرى خلال الاستقبال وفق ما أوردته وكالة الأنباء القطرية استعراض آفاق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها إضافة إلى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك، كما تم تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. عقب ذلك أقام أمير قطر مأدبة غداء تكريمًا لوفد المملكة. وعلمت "الوطن" من مسؤول خليجي رفيع أن قطر قدمت خلال الاجتماع وعودا لإنهاء ملف الخلاف الخليجي القطري والسعي لتنفيذ "اتفاق الرياض". ووصل الوفد السعودي إلى البحرين، واستقبلهم ملك البحرين الملك حمد بن عيسى، ونقل الوفد تحيات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لأخيهما الملك حمد بن عيسى، وتمنياتهما له بموفور الصحة والسعادة ولشعب مملكة البحرين دوام التقدم والتطور فيما كلف الملك حمد، الأمير سعود الفيصل بنقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. واستعرض ملك البحرين مع الفيصل العلاقات التاريخية الأخوية في المجالات كافة وأعرب عن تقديره للمواقف المشرفة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا أن هذه المواقف عكست على الدوام روابط الأخوة الوثيقة والمصير المشترك بين البلدين الشقيقين على مر التاريخ، مثمنا الدور الرائد للمملكة في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعمل على تعزيزها وتطويرها لكل ما فيه خير وصالح أبناء دول المجلس مشيدا بمواقف المملكة الداعمة لمختلف القضايا العربية والإسلامية العادلة. وبحث ملك البحرين مع الفيصل خلال اللقاء مجمل التطورات والأحداث المستجدة التي تشهدها المنطقة الإقليمية والعربية والتأكيد على أهمية استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها وإبعادها عن التوترات. وحول هذا الشأن قال الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور علي التواتي في حديثه إلى "الوطن": من خلال الأحداث الجارية نرى أن انفراجة قريبة سوف تشهدها الأيام المقبلة في علاقات المملكة وقطر، خاصة أن المواقف متطابقة في الأحداث الحالية في غزة، باعتبار أن المملكة قادت دول العالم الإسلامي في توفير التمويل الكافي لإعادة إعمار غزة ووقف إطلاق النار فيها وأسمت الإرهاب الإسرائيلي بأنه "إرهاب دولة" ولا يوجد له أي تبرير إنساني، لذا فالمواقف هنا متطابقة، إضافة إلى تطابق المواقف الخليجية تجاه ما يحصل من الفوضى على الأراضي السورية واستدعاء حلف الشمال الأطلسي ليساند النظام على البقاء، وهنا يتطابق كذلك الطرفان السعودي والقطري في مواقفهم، تجاه الحاصل في سورية. وقال التواتي: المخاطر التي تواجه دول الخليج كافة هي مخاطر واحدة، لذا فهذه الزيارة أتت لتبادل معلومات على مستوى رفيع بما هو في صالح كافة الدول العربية. مضيفاً أن هذه الزيارة هي لوضع خارطة طريق مشتركة تتعلق بمجلس التعاون ووضع جامعة الدول العربية كذلك. فيما يرى عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي ل"الوطن" أن هناك تردداً قطريا تجاه "اتفاق الرياض"، وهذه الزيارة من شأنها أن تدعم التوجه الخليجي الموحد لحل الخلافات العالقة بما يعزز الأمن الخليجي والإقليمي، مبينا أن الزيارة تأتي لحث قطر بشكل لا يقبل التراجع لتنفيذ الاتفاقات السابقة وتجاوز هذه المرحلة، مضيفا أن المملكة لا تريد استمرار أية علاقات يشوبها توتر بينها وبين دول شقيقة لاسيما في ظل التطورات المتسارعه في الأحداث الإقليمية والتي تستدعي معرفة المواقف الحقيقية وإزالة ما يشوبها من خلافات.