أكد سفير ألمانيا لدى المملكة بوريس روج، أن الميزان التجاري بين البلدين تخطى عتبة ال50 مليار ريال العام الماضي، موضحا في تصريحه ل"الوطن" أن عدد التأشيرات الممنوحة للسعوديين نما بمعدل 3 أضعاف. وفيما نفى روج أي قيود لطالبي التأشيرات من متعددي الزوجات، قال إن بلاده تسعى إلى تقوية الروابط الثقافية بين الشعبين، لافتا إلى أن التعنصر ضد المسلمين غير موجود؛ لأن المسلم جزء مهم من المجتمع الألماني، واستشهد بقول الرئيس الألماني السابق ولف: "الإسلام الآن مكون رئيس في ألمانيا". أشار سفير ألمانيا لدى الرياض إلى أن العلاقات التي تجمع بلاده مع المملكة قوية جدا على جميع الأصعدة، حيث فاق الميزان التجاري بين بلاده والمملكة على ال50 مليار ريال خلال العام الماضي، كما نمت أعداد التأشيرات الممنوحة للسعوديين بمعدل 3 أضعاف، والتي توزع ثلثها على رجال الأعمال، والثلث الآخر على السياح، والثلث الأخير على الأغراض الأخرى من علاج ودراسة وغيرها، نافيا أي قيود لطالبي التأشيرات من متعددي الزوجات. وقال السفير الألماني بوريس روج في تصريحات خاصة إلى"الوطن"، إن السفارة تسعى لتبني إجراءات لتحسين وتقوية العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أن العلاقات الحالية بين البلدية قوية وعميقة جدا، كما أن التفاهم والمشاعر الصادقة متأصلة بين شعبي البلدين، ولكن هناك دوما مجال لتطوير العلاقات وتعزيز التعاون المشترك. وأضاف أن الحوار مكثف حول القضايا الإقليمية، كما أن هناك تركيزا كبيرا على الثقافة، حيث إن من أبرز أولويات السفارة تقوية الروابط بين الألمان والسعوديين. وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح روج أن التجارة والسياحة بين البلدين تشهدان نموا مهما، حيث ارتفعت أعداد التأشيرات الممنوحة للسعوديين بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وذلك بالتوازي مع النمو التجاري. وتوزعت التأشيرات الممنوحة إلى ثلث لرجال الأعمال، وثلث للسياح، والثلث الأخير شمل الأغراض الأخرى من علاج ودراسة وغيرها. وذكر أن منح السياح الألمان تأشيرات لزيارة المملكة، والتعرف على العادات والتقاليد، والاستمتاع بالطبيعة الصحراوية المذهلة سيكون محط ترحيب بشكل كبير. وذكر السفير أن الميزان التجاري الثنائي وصل إلى 11 مليار يورو في 2013 (ما يزيد على 50 مليار ريال)، كما أن الاستثمارات الألمانية والسعودية ازدادت طردا. ودخلت الشركات الألمانية بقوة في القطاع الصناعي، كما تم تركيب عدد من التجهيزات الصناعية لخدمة هذا الهدف، مؤكدا على ضرورة تدريب وتأهيل القوة العاملة السعودية وتبادل المعرفة. أما فيما يختص بالدراسة في ألمانيا، فذكر روج أن الطلاب السعوديين يفضلون دراسة تخصصات الطب والهندسة لشهرتها العالية، حيث تقدم لهم الجامعات الألمانية المرموقة خدمات تعليمية رائدة. كما يقبل عدد من الطلاب السعوديين على دراسة اللغة الألمانية في الرياض، حيث هناك معهد متخصص لتدريس اللغة، بالإضافة إلى تدريس اللغة الألمانية في قسم افتتح في جامعة الملك سعود مؤخرا، كما يتم تقديم الدورات في جدة أيضا. وبالمقابل فإن عددا من الطلاب الألمان يدرسون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، كما أن هناك طاقم تدريس ألمانيا كبيرا يدرس في جامعات المملكة. أما بخصوص إجراءات التأشيرات للسعوديين، فأوضح السفير أن قواعد الحصول على "تأشيرة الشينجن" اللازمة لدخول ألمانيا واحدة للجميع، ولكن عدد التأشيرات الممنوحة للسعوديين ارتفع بمعدل ثلاثة أضعاف عما قبل، وتم تسهيل وتسريع إجراءات حصول السعوديين على التأشيرة، خاصة فيما يرتبط بآليات التقديم، حيث أصبح بإمكانهم تقديم طلباتهم في كل ثلاث مدن رئيسية هي، الرياض والخبر وجدة. وحول الأحداث العنصرية والاعتداءات التي شهدتها أوروبا ضد المسلمين والعرب والسعوديين مؤخرا من قبل متطرفين، أشار روج إلى أنه نادرا ما تحصل الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، لافتا إلى أن المسلمين جزء مهم في المجتمع الألماني، كما أنهم أعضاء في البرلمان الألماني ومراسلون تلفزيونيون في القنوات الرئيسية، وكثير منهم من طاقم الشرطة، ورجال أعمال في السوق الألماني، واستشهد بقول الرئيس الألماني السابق ولف: "الإسلام الآن مكون رئيسي في ألمانيا". ولفت إلى أن قضية متعددي الزوجات لا قيود عليها أثناء الحصول على التأشيرات، حيث إنه ليس هناك ما يقيد حجم العائلة عند منح التأشيرة طالما أن لديهم قدرة على تحمل تكاليف السفر. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يجهز للمحادثات التي ستفضي إلى التخلي عن التأشيرة بين المملكة ودول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيسهم في حل جميع التعقيدات. وعبر روج عن امتنانه للطف الكبير الذي لاقاه من السعوديين. وطالب السفير من الراغبين بالتقدم على تأشيرات للسفر إلى ألمانيا إلى ضرورة التقدم قبل وقت كاف، حيث من الممكن للراغبين بالسفر في شهر أغسطس التقدم في شهر مايو. يذكر أن السفير الألماني عمل في الخارجية الألمانية منذ عام 1989، حيث كان مختصا في الشؤون السياسية العسكرية، وعين أخيرا كمدير للشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برلين، حيث زار خلالها عددا من دول الشرق الأوسط، ومن بينها المملكة.