تصدت التنمية السياحية في محافظة ينبع لعبث واعتداء مجهولين على معالم أثرية، وشرعت في ترميم ما تهدم من هذه الآثار، في بادرة، لاقت ترحيبا من المهتمين بالمشهد التاريخي والثقافي، الذين أبدوا غبطتهم بالبدء في ترميم "فرن ينبع التاريخي" بعد تعرضه لاعتداء من مجهولين مطلع العام الجاري، إذ تسبب هذا الاعتداء الذي وصف حينها بأنه اعتداء من أيدٍ عابثة لا تقدر القيمة التاريخية لهذا المعلم التاريخي، وجاء نتيجة عدم الاهتمام بتلك المواقع الأثرية وحمايتها من المجهولين. وتسبب الاعتداء على الموقع الأثري في إثارة موجة غضب بين الأهالي والمهتمين بالآثار، كونه أحد أهم المعالم التاريخية الأثرية في المحافظة، مطالبين في الوقت ذاته بسرعة تسوير المنطقة وإعادة ترميم الجزء المتهدم من الفرن وتسوير المنطقة المحيطة به، "ونشرت "الوطن" حينها تقريراً بعنوان "ينبع.. اعتداء على معلم تاريخي يثير "المخاوف"، وفي متابعة للموضوع ذاته نشرت "الوطن" ".. أمير المدينة يوجه بترميم "فرن ينبع". وأسهمت متابعة "الوطن" لهذا الموضوع في حينه إلى تحركات واسعة لحماية هذا الموقع الأثري وشرعت لجنة التنمية السياحية في ينبع صباح الجمعة الماضي في ترميم وتطوير فرن ينبع التاريخي، وأوضح أمين عام اللجنة التنمية يوسف الوهيب أن العمل بدأ في إعادة بناء وتطوير الموقع التاريخي الذي التقى فيه الملك عبدالعزيز بضيفه ملك مصر آنذاك الملك فاروق في شرم ينبع، وأشار الوهيب إلى أن الموقع وجد اهتماما من أمير المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان، الذي وقف في فترة سابقة على الموقع ووجه بترميمه واستخدام المواد الطبيعية في أعمال الترميم. وأكد أمين عام لجنة السياحة اهتمام ومتابعة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، لافتاً إلى أن هذا الموقع الأثري والتاريخي يعد من ضمن الآثار التي ترعاها هيئة السياحة والآثار في المملكة. وبحسب الباحث في تاريخ ينبع ومؤلف كتاب "قمة رضوى" عاطف القاضي، فإن لقاء جمع بين الملك عبدالعزيز آل سعود بملك مصر فاروق، في سهل منبسط بين شرم ينبع وجبل رضوى في عام 1945، وأشار القاضي إلى أن اللقاء أسفر عن البت في إنشاء جامعة الدول العربية، كما صدرت عن هذا اللقاء عدة بيانات رسمية. وذكر القاضي أن آثار موقع اللقاء التاريخي ما زالت باقية إلى الآن ومنها فرن صغير بني من الحجر الجص الطبيعي لتلبية احتياجات اللقاء من الخبز والحلوى، وظل الفرن لسنوات طويلة دون عناية به أو تطوير الموقع المحيط به، الذي تحول إبان لقاء الملكين على مدى 3 أيام إلى مدينة مصغرة، ونال شهرة كبيرة بعد لقاء الملكين السعودي والمصري على صعيده، وبحسب القاضي فإن هذا الموقع يعد من أهم المعالم الأثرية في محافظة ينبع.