حضرت الفلسفة اللونية التي تقيدها في مربعاتها في معرضها "ضريح الألوان" وهذه المرة أوكلت للقهوة مهمة نثر رؤيتها الخاصة في الحياة وتناقضاتها ودوران فصولها، وعمدت اللونين الأبيض والأسود ليتزاوجا بمساحات متدرجة، ليكشفا معا عن التعايش الفريد الممكن والمقبول بين السواد والبياض في حياة الإنسان وفي مخيلة الفنان. فلسفة اللون لديها غائرة وحائرة بين نقيضين؛ الأبيض والأسود، إلا أن أعمال الفنانة التشكيلية السعودية سيما آل عبدالحي دائما ما تتحرر من قيود اللونين البصرية لفتح آفاق أرحب على الفكرة التي تطاردها ريشتها إلى أن تلبسها منمنمات فنية ملونة، والخط العربي حاضر بقوة في لوحاتها لكن دون إقحام أو تكلف؛ فهي توظفه ليترجم مدلولا فنيا. تدير "سيما" في أعمالها حوارات صامتة لا يسمع صداها سواهما-هي ولوحاتها- ولكن دون أن تترك المتلقي هائما يبحث عن كتالوج لفك طلاسم لوحاتها، فأعمالها ناطقة ببساطتها وأطروحتها الفنية المتسقة التي تشرك المتلقي في فلسفتها، دون أن تحيله لمجاهل الحيرة، ولكن في معرضها الأخير ضريح الألوان، أفرجت الفنانة عن مفردات قاموسها الخاص ولوحاتها، وبدت وكأنها تعيد صياغة لغة التخاطب مع المتلقي. كتب الناقد الأردني محمد العامري أنه على صعيد البناء يبدأ العمل عبر إنتاج سطح كولاجي من الكلمات والجمل أو عبر الصور أو الإنسان أو الفاكهة، وتحديدا ثمرة التفاح التي تعطينا دلالات بعيدة بما يخص اكتشاف عالم الدنيا والتي حققها أبونا آدم، وأنا أسميها ثمرة المعرفة. تلك السطوح تتحول عبر حوار بصري إلى مجموعة من المعالجات الفنية من خلال فعل تراكمي. ليصبح التجاور اللوني المشتق من عائلة لونية واحدة هو الممسك بالأشكال والذي أعطى العمل متانة بنائية عالية. ويضيف أنها فنانة تفتح مناخات فنية مبنية على التأويل وتعكس ألما بعيدا تعاني منه الأنثى العربية. يذكر أن الفنانة من مواليد 1981 بمحافظة القطيف، خريجة جامعة الملك فيصل بالدمام عام 2004 في عمارة التصميم الداخلي، ماجستير في التصميم الداخلي من الجامعة الافتراضية الدولية في المملكة المتحدة عام 2008. وهي نائبة رئيس سابقة لمجلس إدارة جماعة الفنون بالقطيف. لها عدد من المعارض الشخصية؛ المحطة الأولى، ومنها: "من فوق الأرفف" وأقيم على صالة نادي الفنون بالقطيف، والثاني بإتيليه جدة 2009، و"خربشات الروح" بالقطيف 2009، ومعرض الأربعة بقاعة تراث الصحراء بالخبر 2010، و"ضريح الألوان" في فانكوفر- كندا، والمحطة الثانية بالخبر أكتوبر 2012. ولها العديد من المشاركات الخارجية، (Infantellina ontemporary) في برلين 2013، ومعرض (رائحة إسطنبول) في تركيا 2013، وبينالي آسيا الخامس عشر في بنجلاديش 2012. ومعرض بصمة 1 في البحرين 2012.