ردا على مقتل نحو 80 شخصا في مختلف أنحاء سورية على يد قوات بشار الأسد أول من أمس، خاض الجيش الحر أمس قتالا عنيفا في دير الزور وحلب. وأفادت تقارير بسقوط قتلى وجرحى في قصف جوي طال حي الصالحين في مدينة حلب، فيما أكد ناشطون تصدي الثوار لمحاولات جيش النظام التقدم باتجاه مشفى الكندي شمال حلب. وفي الريف أشارت التقارير إلى اندلاع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام قرب قرية البريج. كما أفاد ناشطون بسيطرة الجيش الحر على منطقة مناشر السيحة غربي حماة، وقتل العشرات من جنود النظام. وأفاد مركز صدى الإعلامي باستهداف مقاتلي المعارضة مواقع تابعة لجيش النظام على أطراف مورك، وفي حمص سقط عدد من الجرحى نتيجة استهداف النظام مدينة الرستن بالقصف المدفعي، إضافة إلى تجدد القصف على أحياء درعا البلد في مدينة درعا بحسب الناشطين. من ناحية ثانية، قتل 39 شخصا منهم 31 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في قصف جوي لقوات الأسد، هو "الاكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة "شمال"، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد: "لقي ما لا يقل عن 31 عنصرا وقياديا من الدولة الإسلامية مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية 25 غارة جوية على الأقل"، بينها 14 في مدينة الرقة، أحد أبرز معاقل التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في تصريحات صحفية، أن الغارات "هي الأكثر كثافة" يشنها سلاح الجو التابع لنظام الرئيس بشار الأسد ضد مراكز التنظيم، منذ ظهوره في سورية في ربيع العام 2013. واستهدفت 14 غارة "مباني القضاء العسكري والرقابة والتفتيش وفرع الأمن السياسي"، التي يتخذها التنظيم مراكز له في مدينة الرقة، في حين استهدفت 11 غارة مناطق في مدينة الطبقة ومحيطها في ريف الرقة، وأوضح المرصد أن الغارات أدت إلى جرح "ما لا يقل عن 18 مدنيا". وبثت حسابات على الإنترنت تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" في الرقة، صورا لمنازل مدمرة، مرفقة بعبارة "تدمير عدد من بيوت المسلمين في قصف لنظام الطيران النصيري على ولاية الرقة". وبحسب المرصد، قصفت طائرات النظام مناطق في محافظة دير الزور "شرق" التي تسيطر "الدولة الاسلامية" على معظم أرجائها، وبلدات في الريف الشمالي لحلب، لا سيما اخترين ودابق، إذ سيطر عليها مقاتلو التنظيم المسلح قبل أيام بعد معارك مع مقاتلي المعارضة السورية. ورأى عبدالرحمن أن "نظام الأسد يريد أن يظهر للأميركيين أنه مثلهم قادر على ضرب الدولة الاسلامية"، في إشارة إلى الغارات التي تنفذها الطائرات الأميركية منذ أكثر من أسبوع ضد "الدولة" في شمال العراق.