فيما تكثف الجهات الأمنية بمحافظة العيص جهودها للقبض على شخصين إثيوبيين يقيمان بالبلاد بطريقة غير نظامية، بعد فرارهما من مركز صحي، بعد الاشتباه في إصابتهما بفيروس إيبولا، أصدرت الشؤون الصحية بالمدينة المنورة أمس بيانا أوضحت فيه أن المريضين ليسا من الدول الموبوءة بإيبولا. وذكرت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن "الشخصين وصلا إلى مركز "سليلة عنزة للرعاية الصحية 100 كلم شرق محافظة العيص، صباح أول من أمس، بهدف الكشف عليهما، لظهور أعراض مرضية عليهما هي ضيق بالتنفس، وصداع، وخروج دم من مجرى البول، وبعد أن أحس المتسللان بأنهما لفتا انتباه الطاقم الصحي بالمركز هربا، فقامت إدارة المركز بالتبليغ عنهما". وأضافت أنه "يجري حاليا تكثيف البحث عنهما، لإخضاعهما للفحوصات الطبية المخبرية، للتأكد من وضعهما الصحي، ومن إصابتهما بأمراض خطيرة ومعدية مثل "كورنا" أو أيبولا" من عدمها". وأكد الحادثة ل"الوطن" مدير القطاع الصحي بمحافظة العيص عبيد مسلم الجهني، الذي قال إن "هناك شخصين هربا من مركز سليلة عنزة الصحي بعد أن تم الكشف عليهما". وذكر مصدر أمني مطلع ل"الوطن"، أن "الهاربين من مخالفي نظام الإقامة، وأن البحث جار للقبض عليهما، وإخضاعهما للفحص الطبي". إلى ذلك، أصدرت الشؤون الصحية بالمدينة المنورة بيانا أمس، قالت فيه "حضر إلى مركز صحي سليلة عنزة التابعة لمحافظة العيص في الساعة التاسعة من صباح الأحد الماضي شخصان مقيمان بطريقة غير نظامية ذكرا أنهما من إثيوبيا، يشتكيان من ضيق في التنفس، وصداع، وخروج دم من مجرى البول، وبأخذ العلامات الحيوية لهما، تبين عدم وجود ارتفاع في درجة الحرارة، وأوصى طبيب المركز بإحالتهما للمستشفى لمتابعة الفحوصات والعلاج، إلا أنهما لاذا بالفرار، فقامت المديرية في حينه بإبلاغ الجهات الأمنية"، مشيرة إلى أن المريضين ليسا من الدول الموبوءة بالإيبولا. من جانبه، نفى مدير شرطة محافظة العيص المقدم خالد عايش العنزي ل"الوطن" ما تم تداوله من إشاعات حول القبض على أحد المخالفين لأنظمة الإقامة الذين يشتبه بإصابتهما بمرض إيبولا. وأضاف أن البحث لا يزال جاريا حتى اللحظة. من ناحية أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن عددا من مسؤولي الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي طالبوا علماء المملكة الشرعيين بإصدار فتوى شرعية من هيئة كبار العلماء بشأن آداب التعامل الخاص مع مصابي الفيروسات المعدية شديدة الخطورة، وآداب جنائز الموتى، وطرق التعامل مع المصابين، ومنهم ضحايا فيروس "إيبولا". من جانبه، أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة ل"الوطن"، أن "المملكة استعدت لموسم العمرة وحج هذا العام، وجندت كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجيستية ليخرج الموسم خالياً من الأحداث الوبائية، وعلى رأسها فيروس إبيولا. وأضاف أن "وزارة الصحة أنشأت المركز الوطني للقيادة والتحكم لمتابعة جميع الأوبئة، ورصدها، والتعامل معها، ووضع الخطط والتدابير الوقائية لها، مشيراً إلى أن المملكة لديها خبرات متراكمة طوال السنين الماضية يشارك فيها كل قطاع بدوره على الوجه الأكمل، وبمنهجية علمية معتبرة. وأوضح الدكتور خوجة أنه "تم عقد اجتماع تنسيقي بمقر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالرياض، على مستوى المسؤولين الوقائيين، وضباط الاتصال للوائح الصحية الدولية، بهدف بحث آخر التطورات العالمية لوبائيات إيبولا، وتبادل الخبرات الخليجية والإقليمية والدولية حول الإجراءات الاحترازية، والجاهزية، والرصد، والاستجابة لأي طارئ". وأشار إلى أن "المجتمعين استعرضوا الخطوط العريضة للإطار الخليجي (الوقاية والعلاج والتدبير) عند الاشتباه واكتشاف أي حالة لإيبولا، وكذلك إعداد موقف خليجي موحد في تناول كامل الجوانب المتعارفة في الوقاية والإجراءات الاحترازية، وخطر السفر، ومنح تأشيرات الدخول والعمل من الدول الموبوءة، وبحث ترابط الخطط في مجال مكافحة الأمراض المستجدة، وإصدار بيان إعلامي خليجي موحد حول إبيولا".