دخل أطراف جدد في الخلاف اللغوي الذي نشأ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حول "القيف" وأحدث شدا وجذبا بين مجمع اللغة الافتراضي وأحد أعضاء هيئة التدريس بكلية اللغة حول أسبقية اكتشاف القيف، مما دفع الأخير لاتهام المجمع بسرقة جهوده العلمية والعبث باللغة العربية. وتواصل الخلاف حول صحة مسمى "القيف" أمس عندما اتهم عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن الحاصل على الدكتوراة في النحو والصرف ورئيس مجمع اللغة العربية الدكتور عبدالرزاق الصاعدي بأنه تعمد الخلط بين صوتين أشار إليهما القدماء وهما الصوت الذي بين القاف والكاف، والصوت الذي بين الجيم والكاف أو الكاف والجيم، فهما صوتان مختلفان في المخرج وفي الصفة وإن كانا متقاربين. وشن عبدالرحمن هجوما على (الصاعدي) في مدونته ذاكرا أن ما نشر حول الخلاف على ما أسماه مجمع اللغة الافتراضي "القيف" قديم وكل طرف في الخلاف نقله عن علماء اللغة مدعين الأحقية به، مضيفاً أنه استاء مما أثير حول هذا الموضوع بوصفه أن ما يسمى بمجمع اللغة الافتراضي اخترع للقاف العامية اسم "القيف" وادعاه لنفسه متجاهلا المصادر والمؤلفات العلمية لا يعدو أن يطلق عليها تحوير للمسألة اللغوية، مشيراً إلى أن التدافع والعراك حول القيف والردود المتبادلة ادعاءات عارية عن الأدلة. واعتبر عبدالرحمن الخلاف والردود المتبادلة حول "القيف" مواضيع موجزة عن صوت من الأصوات التي ذكرها ابن دريد في مقدمة الجمهرة ضمن الأصوات التي لا تتكلم بها العرب إلا اضطرارا، وهو الصوت الذي وصفه بأنه بين حرفي "القاف" و"الكاف " وهي اللهجة التي عرفت عن بني تميم، وأضاف أن سيبويه لم يذكر هذا الصوت في كتابه وأن ابن فارس ذكره في باب اللغات المذمومة، وأن في وصف ابن دريد اضطرابا لا يصح عنه، وأن ابن خلدون حار في أمره وأمر القاف الفصيحة، لذلك لا يمكن القطع بأن ذلك الصوت نفسه هو القاف في بعض العاميات الحالية. من جانبه قال الدكتور عبد الرزاق الصاعدي ردا على عبد الرحمن: ما زلت أجزم أن سيبويه لم يذكر الصوت الذي بين القاف والكاف، وأن هذا الصوت الذي ذكره ابن دريد وغيره يختلف عن الصوت الذي ذكره سيبويه بين الكاف والجيم أو بين الجيم والكاف، وأنك أخطأت في فهم كلام سيبويه وكلام السيرافي، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله. أما حكمك علي بأني أخطأت واتهامك لي بالمكابرة وعدم الرجوع عن الخطأ فادعاء باطل، وقدح في المنهج العلمي الذي ينبغي أن تلتزم به، وقد تكرر هذا منك فصار سمة من سمات شخصيتك. وأضاف: العلة عند عبد الرحمن في فهم نصوص القدماء تعود إلى اضطرابه فهم صوت القيف، فظهر لي أنه لا يعرف حقيقته! ولم يدرك أن الصوت الذي بين الجيم والكاف والصوت الذي بين الكاف والجيم والصوت الذي بين القاف والكاف المنصوص عليه في كتب عدد من الأقدمين هو صوت واحد: هو القيف، فهو صوت فرعي في العربية لثلاثة أصوات أصلية متقاربة المخرج، وهي: الجيم والكاف والقاف"، والسيرافي في معرض بيانه أن الحروف المستقبحة أكثر مما ذكره سيبويه: (ورأينا من يتكلم بالقاف بين القاف والكاف، فيأتي بمثل لفظ الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف) انتهى كلامه. ومعنى هذا أن هذا الصوت الذي بين القاف والكاف يشبه الكاف التي بين الكاف والجيم، أوالجيم التي كالكاف. وقال الصاعدي: إن القاف العامية التي اخترعت لها اسم القيف مخرجها مخرج الكاف لكنها مجهورة والكاف مهموسة، لأنه مثل (g) الإنكليزية، فهي من مخرج (k) ولكن الأولى مجهورة، وأما الجيم اليمانية فهي إلى مخرج الجيم أقرب وليس فيها من التفخيم الذي نجده في القاف العامية في نجد وغيرها، وكان عليك أن تجري تجارب في المعامل الصوتية لئلا تقع في مثل هذه التناقضات.