أبلغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مجلس الوزراء الذي اجتمع في حضوره ومدير المخابرات بالجيش أدمون فاضل أمس، أن المسلحين انسحبوا من عرسال عند الثالثة فجر أول من أمس والوضع العسكري جيد، لافتا إلى أن العسكريين الأسرى غير موجودين في عرسال"، فيما أوضح مصدر عسكري أنه "لا يزال هناك 8 عسكريين من الجيش محتجزين مع جبهة النصرة و 6 آخرين مع داعش". وأفادت المعلومات أن الجيش اللبناني سيطر على بعض مداخل وادي عجرم وأن العملية أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين المتشددين وفرار آخرين". وكانت أجواء الهدوء خيمت على بلدة عرسال أمس، وعادت الحركة شبه طبيعية إلى البلدة إثر الانسحاب الكامل الذي فرضه الجيش اللبناني على مسلحي "النصرة" ومجموعات "داعش" الإرهابية، باتجاه الحدود اللبنانية السورية. ودخلت قافلة تضم 20 سيارة من الصليب الأحمر اللبناني إلى عرسال، نقلت 44 جريحا بالتنسيق مع الجيش اللبناني إلى المستشفيات خارج البلدة ، فيما ذكرت معلومات أن مسلحين مطلوبين للأمن انتشروا بين بريتال وبعلبك وأن هدفهم منع قوافل المساعدات من التوجه إلى عرسال. وأفاد مصدر أمني أن "الجيش اللبناني قام بعملية تقييم بشأن ما إذا كان المسلحون الذين سيطروا على بلدة عرسال القريبة من الحدود السورية قد انسحبوا أثناء الليل في إطار الاتفاق"، موضحا إنه "لم يقع قتال صباح أمس في عرسال ولكن الجيش قتل 14 مسلحا خلال اشتباك وقع مساء أول أمس في رد على خرق للهدنة الممدة الجديدة لمدة 24 ساعة". وقام فوج المجوقل في الجيش اللبناني بعملية عسكرية داخل مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تمكن خلالها من تحرير سبعة عناصر من قوى الأمن الداخلي كانوا متوارين، بعد أن تمكن الجيش من التواصل معهم وتحديد مكانهم، وأوضحت مصادر أمنية أن العناصر السبعة الذين حررهم الجيش، كانوا مختبئين في أحد منازل بلدة عرسال، ولم يكونوا محتجزين لدى المسلحين. من ناحية ثانية، تمكن الدفاع المدني من سحب 120 جثة تعود للمسلحين من شوارع عرسال، وأفاد مصدر في هيئة العلماء المسلمين التي تقوم بالمفاوضات مع المسلحين بأن "قضية الأسرى تتابع مع الجهات الموجودة في الداخل"، وقال المصدر إن "نصف مخيمات النازحين السوريين أحترقت وهناك جثث ما تزال داخلها"، مؤكدا أن "الدولة اللبنانيّة هي التي تضبط أمن الحدود، ومهمتنا هي أن نتفاوض مع المسلحين". في غضون ذلك، نقل 1800 نازح سوري من عرسال للداخل السوري عبر المصنع بواسطة من راهبة وبمؤازرة مخابرات الجيش اللبناني، فيما أعلن "الجيش الحر والقوى العسكريّة العاملة في القلمون" في بيان إدانته ل"العمل الخاطئ الذي جرى على أرض عرسال اللبنانية، والذي بدأت به عناصر غير مسؤولة". وحمل البيان "الدولة اللبنانية المسؤولية عن عدم منعها تدخل طرف لبناني في الداخل السوري، متمثلا ب"حزب الله"، إلى جانب نظام نظام بشار الأسد القاتل، وطالب "بتشكيل لجان مشتركة فعالة ومسؤولة لحماية اللاجئين ومنع المساس بهم، والحؤول دون حدوث أي فتنة مستقبلية". ومن جانبه، أعلن تيار المستقبل أنه يكرس كل إمكانياته من أجل الوقوف إلى جانب أهالي عرسال الذين بذلوا التضحيات الغالية إلى جانب الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، كما يدعو الدولة اللبنانية إلى تكريس كل الجهود لمعالجة الحالات الإنسانية والصحية في البلدة، واعتبار هذا الأمر أولوية إنسانية طارئة، نظرا لسقوط أكثر من 40 شهيدا من أبناء البلدة، وإصابة أكثر من 200 منهم بجروح، ناهيك عن الدمار الذي أصاب البلدة جراء استخدامها من قبل المسلحين منصة للاعتداء على الجيش اللبناني". من جهة أخرى، طالت رياح الإرهاب التي تلفح عرسال مدينة طرابلس، إذ سقط قتيل هو عصام الشعار وعشرة جرحى، في انفجار عبوة استهدفت حافلة عسكرية للجيش اللبناني في منطقة جسر الخناق في طرابلس ليل أول من أمس. وأفادت معلومات أخرى أن التفجير كان يستهدف موكب عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ مالك جديدة وهو حصل بعد مرور موكبه بثلاث دقائق، مشيرة إلى متابعة التحقيق مع الاجهزة المعنية. كما استمرت عمليات الدهم التي شملت عددا من المنازل والمستودعات المؤجرة من لاجئين سوريين في خراج بلدة ببنين العكارية حيث أوقف الجيش عددا من الاشخاص.