دعا مجلس القبائل الليبية الجيش في بلاده إلى سحب السلاح الموجود بحوزة الميليشيات والكتائب ووقف القتال، وعودة الشرطة والقضاء إلى تحمل مسؤولياتهم والعودة إلى أعمالهم. ونادى المجلس في بيان له صدر أمس، بضرورة وحدة كل أبناء الشعب الليبي، موجها الدعوة لعودة المهجرين كافة والإفراج الفوري عن المعتقلين. وأكد أنه عقب عبور الدولة محنتها سيحاكم كل من أجرم في حق الوطن من جميع الأطراف أمام القانون والمحاكم العادلة. وشدد على أنه يرفض كل تدخل أجنبي في شؤون ليبيا، مؤكدا أن الليبيين لديهم من العزم والثقة بالنفس ما يجعلهم قادرين على تحمل مسؤولياتهم بكل الوسائل عند الضرورة. ودعا البيان المجتمع الدولى لضرورة مراعاة أن يعقد حوارا يضمن مشاركة القبائل والفاعليات الليبية كافة ووضع ما ينتج عن هذا الحوار موضع التنفيذ الفوري ليسهم في بناء ليبيا الجديدة. يأتي ذلك في ظل ارتفاع وتيرة الصراع بين ميليشيات الزنتان ومليشيات أنصار الشريعة في طرابلس، واجتياح تحالف ميليشيات بنغازي قاعدة للقوات الخاصة الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال أحد مقاتلي وحدة متحالفة مع كتيبة الزنتان ويدعى محمد وهو يقف على أنقاض صالة المطار والدخان الأسود يتصاعد من انفجار قريب "هذه الحرب هي أصعب من ثورتنا ضد القذافي.. المشكلة أنهم يصرون على أخذ المطار وإذا أخذوا المطار أخذوا طرابلس". وأدى القصف المستمر منذ أسبوعين إلى خروج مطار طرابلس الدولي من الخدمة. وتضرر مركز التحكم وأحرقت ودمرت أيضا حوالى 20 طائرة متوقفة على مدرج المطار، بينما كانت هناك فجوة كبيرة في سطح صالة الركاب. وسمع دوي صواريخ جراد في سماء المدينة. وأغلق المقاتلون أجزاء من جنوبطرابلس بمحاصرتها أو بالحواجز الترابية. وحملت المباني السكنية على طريق المطار علامات الطلقات النارية والانفجارات. من ناحية ثانية، حذرت وزارة الصحة الليبية من "انهيار كامل للخدمات الصحية في البلاد في حال بقاء الوضع الأمني المنفلت على ما هو عليه، خصوصا مع إعلان دولة الفيليبين عزمها سحب 13 ألفا من رعاياها، بينهم نحو 3000 عنصر طبي وطبي مساعد من مختلف المرافق الصحية في ليبيا، نتيجة لأوضاعها المتردية". وقال رئيس لجنة الأزمات والطوارئ في الوزارة عبدالرؤوف الكاتب إن "هذا الأمر سيترتب عليه فقدان نسبة كبيرة من قوة المرافق الصحية". إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التشيكية إغلاق سفارة بلادها في طرابلس اليوم بشكل موقت بسبب تدهور الوضع الأمني في ليبيا. كما قالت وزارة الدفاع اليونانية إن أثينا أجلت بسلام موظفي سفارتها وأكثر من 100 من الرعايا الصينيين والأوروبيين من ليبيا في وقت مبكر من صباح أمس. فيما وصل صباح أمس 50 شخصا بين فرنسيين وبريطانيين وتونسيين أجلاهم الجيش الفرنسي أول من أمس من ليبيا إلى ميناء طولون العسكري، جنوب شرق فرنسا.