في وقت أعلنت فيه وزارة النفط الليبية أمس، أن عمليات جديدة جارية لإخماد الحريق الذي اندلع الأحد الماضي في مستودع ضخم للمحروقات قرب العاصمة طرابلس، سقطت أمس أهم قاعدة عسكرية في بنغازي شرق ليبيا في أيدي مقاتلين إسلاميين. وأعلن مصدر في "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة إسلامية في وقت مبكر من صباح أمس أن "المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات مهمة للجيش". وأكد مصدر عسكري أن "المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط أول من أمس في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي" ومن ضمنهم مجموعة أنصار الشريعة التي صنفتها واشنطن بين المنظمات الإرهابية. ومن جانبه قال الهلال الأحمر الليبي ومصادر طبية، إنه عثر على ما لا يقل عن 75 جثة بالقاعدة العسكرية التي سقطت ببنغازي معظمها لجنود، مشيرا إلى أنه تم انتشال 35 جثة وأن عملية انتشال باقي الجثث مازالت مستمرة. يذكر أن وحدة القوات الخاصة هي واحدة من الألوية القليلة التي يتألف منها الجيش النظامي الليبي، وقد أعلنت تأييدها لعملية "الكرامة" التي أطلقها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف مايو الماضي لمكافحة ما وصفه ب"الإرهاب"، لكن بدون أن تضع نفسها تحت قيادته. وفي طرابلس، لا يزال الحريق الذي اندلع الأحد الماضي نتيجة اشتباكات بين ميليشيات متناحرة، وإن كان بحدة أقل، وذلك لليوم الرابع على التوالي في خزاني محروقات قرب مطار طرابلس. ودعت الحكومة الليبية مجددا إلى "وقف إطلاق النار للسماح للفرق التقنية وطائرات الإطفاء بإخماد الحريق في أقرب وقت ممكن"، فيما قالت وزارة النفط إن "عمليات إخماد الحريق في خزانات الوقود مستمرة كما يجب"، موضحة أنه لمساعدة فرق الإغاثة التي تفتقر إلى المياه، طلبت الوزارة من المؤسسات التي تملك شاحنات صهاريج بالتجمع قرب خزانات لمد الفرق بالمياه. وخشية من الوضع الأمني المتدهور في ليبيا، أجلت دول عدة من بينها فرنسا والبرتغال وهولندا وكندا وبلغاريا مواطنيها من البلاد، أو أقفلت سفاراتها في طرابلس بداية الأسبوع الجاري. وأصدر الجيش الفرنسي أمس تسجيلا مصورا لإبحار فرقاطة مضادة للغواصات باتجاه ليبيا لإجلاء الرعايا الفرنسييين من هناك مع تدهور الأوضاع الأمنية. وعلى صعيد آخر، أطلق سراح النائب السابق لرئيس الوزراء الليبي مصطفى أبو شاقور بعد ساعات على اختطافه أول من أمس من منزله في طرابس، وفق ما قالت عائلته. وقال قريبه عصام النعاس إنه "تم الإفراج عن الدكتور أبو شاقور. هو متعب ولكنه بصحة جيدة. لم يعامل معاملة سيئة"، مضيفا "لقد رفض أن يتكلم أو أن يعطي تفاصيل عن ملابسات خطفه أو هوية خاطفيه".