فشلت المناشدات وجهود الوساطة في حقن الدماء في بنغازي بليبيا، بعد إصرار «مجلس شورى الثوار» المؤلف من فصائل إسلامية بينها «أنصار الشريعة»، على الحسم في مواجهة قوات «الصاعقة» التابعة لخليفة حفتر، وإجبارها على الانسحاب من آخر معسكراتها في بنغازي باتجاه مرتفعات خارج المدينة. ووصف محمد حجازي -الناطق باسم حفتر- انسحاب قواته من معسكراتها في بنغازي بأنه «تكتيكي»، لكن مصادر طبية من بينها «الهلال الأحمر الليبي»، أعلنت العثور على ما لا يقل عن 75 جثة معظمها لجنود في فصيل «الجيش الوطني» بقيادة حفتر، والذي انحسرت سيطرته على مدينة طبرق وبعض أطراف بنغازي.
وتسارعت التطورات نحو حسم عسكري ل«الثوار الإسلاميين» بعد سيطرتهم على بنغازي (شرق)، وإلحاقهم هزيمة كبيرة بقوات اللواء المتقاعد حفتر، الذي سقط عشرات من جنوده قتلى في معارك اليومين الماضيين، وهو ما دفع المراقبين المحليين إلى استبعاد أي تدخل خارجي ولو بالوساطة بين طرفي الصراع. ولوحت تونس بإغلاق حدودها مع ليبيا مع تزايد تدفق اللاجئين منها.
وبدأت تشيكيا ترحيل دبلوماسييها، وتلتها الفيليبين بعد اختطاف ممرضة فيليبينية من مستشفى في العاصمة الليبية لساعات، والاعتداء عليها، وبعد إجلاء معظم الدبلوماسيين والرعايا الغربيين، وآخرهم الفرنسيون والبريطانيون.
وفي سياق متصل فُقد أثر قائد «الصاعقة» العقيد ونيس بوخمادة، الذي أعلنت مصادر «الثوار» أنها اعتقلته، بينما قال مصدر مطلع في بنغازي أن حفتر غادر إلى مصر «لقضاء أيام العيد مع بعض أفراد عائلته الموجودين هناك».
وعزت أوساط قريبة من حفتر عجز قواته عن الصمود إلى «تقاعس» قبائل الشرق الليبي عن نجدته، ومراهنتها بلا جدوى على مناشدة أطلقها رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل لوقف القتال، بعدما كلفته الحكومة المؤقتة بالتوسط بينالمتحاربين.
وعثر «الهلال الأحمر» على أكثر من 50 جثة داخل المعسكر الذي أخلته «الصاعقة». وأفادت مصادر في مستشفيات المدينة بأنها تسلمت 25 جثة أخرى.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءًا نسبيًّا أمس، بعد اتفاق طرفي النزاع (الإسلاميون ومقاتلو الزنتان وأنصارهم) على هدنة للسماح لرجال الإطفاء المحليين، بمحاولة السيطرة على حريق خزانات الوقود التي أصيبت بالقصف قرب مطار طرابلس. وسمع قصف متقطع بعيدا من منطقة الخزانات، بينما سادت قناعة بأن هزيمة حفتر في بنغازي ستنعكس سلبا على حلفائه في طرابلس.
وفي ظل التطورات الميدانية الأخيرة هناك، أعلنت مجموعة من النواب من شرق البلاد، عقد اجتماع طارئ لهم في طبرق السبت المقبل لمناقشة الأوضاع المستجدة، ودارت تساؤلات حول مصير الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب المنتخب، والتي كان مقررا أن تنعقد في بنغازي في الرابع من (أغسطس) المقبل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: انسحاب قوات حفتر يُفشل مساعي التهدئة في بنغازي بليبيا