سقطت أهم قاعدة عسكرية في بنغازي شرق ليبيا في أيدي مقاتلين اسلاميين، فيما تخوض السلطات معارك دامية في العاصمة المهددة بكارثة جراء حريق هائل انخفضت حدته الاربعاء. وعلى وقع هذه الفوضى، قرر البرلمان الليبي الجديد المنبثق من انتخابات 25 يونيو عقد «جلسة عاجلة» السبت في طبرق شرق ليبيا، مقدما باربع وعشرين ساعة جلسته الافتتاحية المقررة في الرابع من اغسطس، بحسب ما صرح رئيس السن في البرلمان الجديد النائب ابو بكر بعيرة لوكالة فرانس برس. ولكن عقب تصريح بعيرة قال رئيس المؤتمر الوطني العام المنهية ولايته نوري بوسهمين إن «على أعضاء البرلمان المؤقت أن يجتمعوا يوم الإثنين الرابع من أغسطس في العاصمة طرابلس ليستلموا السلطة رسميا من المؤتمر». من جهته، أعلن محمد الزهاوي، المسؤول الشرعي ل»أنصار الشريعة»، عبر «راديو التوحيد» التابع للتنظيم في بنغازي «إن بنغازي إمارة إسلامية من الآن». وفي المقابل، خرجت مظاهرات في بنغازي مناهضة ل»أنصار الشريعة»، وتم طرد عناصر هذا التنظيم من مستشفى الجلاء. وفي بنغازي أعلن مصدر في «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة اسلامية في وقت مبكر من يوم الاربعاء أن «المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات مهمة للجيش». واكد مصدر عسكري ان «المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي» ومن ضمنهم مجموعة انصار الشريعة التي صنفتها واشنطن بين المنظمات الارهابية. واضاف ان «القوات الخاصة والصاعقة برئاسة العقيد ونيس بوخمادة انسحبت إثر هجمات متتالية من الثوار بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعد نفاذ ذخيرة الجنود الذين قتل عدد منهم خلال المعارك والتي ازدادت ضراوة منذ فجر الإثنين». ونشرت مجموعة انصار الشريعة على صفحتها على موقع فيسبوك صورا ل»غنيمة» حربها ظهرت فيها عشرات قطع السلاح وصناديق الذخائر. وتدور معارك ضارية في بنغازي اوقعت حوالى ستين قتيلا منذ السبت بحسب مصادر طبية في هذه المدينة. والاربعاء اعلن الهلال الاحمر الليبي انتشال جثث 35 جنديا من القاعدة. وقال محمد المصراتي المتحدث باسم الهلال الاحمر لوكالة فرانس برس «نجحنا حتى الان في سحب 35 جثة. لكن هناك المزيد». ووحدة القوات الخاصة هي واحدة من الالوية القليلة التي يتالف منها الجيش النظامي الليبي وقد اعلنت تاييدها لعملية «الكرامة» التي اطلقها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف ايار/مايو لمكافحة ما وصفه ب»الإرهاب»، لكن بدون ان تضع نفسها تحت قيادته. واعلن اللواء حفتر في 16 ايار/مايو تكوين وحدات عسكرية لمحاربة المجموعات المسلحة في بنغازي. وفيما اتهمه معارضوه بالقيام بانقلاب، انضمت لقوته العسكرية أو اعلنت دعمها لعمليته عدة وحدات من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية. وعلى صعيد آخر اطلق سراح النائب السابق لرئيس الوزراء الليبي مصطفى ابو شاقور بعد ساعات على اختطافه الثلاثاء من منزله في طرابس، وفق ما قالت عائلته. وخطف ابو شاقور ليس سوى مؤشر على فشل السلطات في كبح جماح عشرات الميليشيات المنتشرة في البلاد. وقال قريبه عصام النعاس لوكالة فرانس برس «تم الافراج عن الدكتور ابو شاقور. هو متعب ولكنه بصحة جيدة. لم يعامل معاملة سيئة». وفي طرابلس، لا يزال حريق اندلع نتيجة اشتباكات بين ميليشيات متناحرة، مشتعلا الاربعاء وان كان بحدة اقل، وذلك لليوم الرابع على التوالي في خزاني محروقات قرب مطار طرابلس. وشب الحريق في طرابلس بعد سقوط قذيفة على خزان يحتوي على ستة ملايين لتر من الوقود، ليمتد الى خزان آخر لمشتقات نفطية. ويحوي المستودع بشكل عام اكثر من تسعين مليون لتر من الوقود بالاضافة الى خزان للغاز المنزلي. وطلبت الحكومة الليبية مساعدة عدة بلدان اعربت عن استعدادها لارسال طائرات اطفاء لكن العديد منها مثل فرنسا وايطاليا، اشترط اولا وقف المعارك بين الميليشيات وفق ما قالت طرابلس. المزيد من الصور :