يتعاطى مع مفردات بيئته بنهم فني شديد، ويبحر في واقعية أعماله لدرجة الغرق، ليقدم ترجمة فنية للحياة والطبيعة القطرية التي تختزل بدورها، في لوحاته البيئة الخليجية الأم. ينتمي الفنان التشكيلي القطري يوسف السادة للمدرسة الواقعية، له 4 معارض شخصية ومشاركات محلية ودولية في معارض وملتقيات وورش فنية، مستلهما السادة في معارضه الفنية محيطه البيئي والطبيعي والعمراني، بلغة بصرية تأثيرية تعكس ألوان المكان وجمالياته ورموزه بلغة أقرب إلى التصوير. تسجل ريشته وتؤرخ أحداثا بالألوان الزيتية وألوان الباستيل وهي الألوان الجافة التي تقدم واقعية في العمل، معبرا عن حالة فنية بلا تكلف. إحساسه الصادق في رؤيته المحلية للطبيعة الخليجية والقطرية وتراثها، تتجسد أعماله عبر ألوان تدور في فلك الحب الخليجي والتراث والعادات من البحر والبر والعادات الاجتماعية في الثقافة الخليجية. وفي إحدى لوحاته تتجلى منمنمات فنية في حوار خاص بين البحر والمركب بصورته التقليدية في رمزية يعيها، وما تعارف عليه تاريخيا عن الإنسان القطري وارتباطه بالصيد والغوص واستخراج اللؤلؤ. لوحة أخرى تبوح بتأثره الوجداني ببيئته، من خلال الطيور والصقور في أعماله التي مثلت رمزا للبر القطري، بعد أن اعتمد على المركب كرمز للبحر. الخيول في أعماله تحضر بين الفينة والأخرى ولفصائل لايعرفها إلا الخبراء في الخيل، جميع حالاتها وحركاتها الرشيقة وقوتها وجمالها الفتّان، ناقلا دلالات جمالية واجتماعية لها خصوصية في الموروث القطري، واتكأ السادة في رمزية الخيول على قيمتها في الماضي والحاضر. يذكر أن السادة في أحد معارضه الشخصية الأخيرة جعل بعضا من أعماله الفنية وقفا على القلاع الأثرية بأهميتها في الجانب التراثي والتاريخي لقطر، معبرة هذه الأعمال بألوانها عن قيمة وأصالة الفنان القطري وارتباطه فكرا ومحافظة في الذاكرة القطرية. السادة يشغل رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، مقدما الكثير من الأنشطة، ساعيا من خلال الجمعية والدعم الحكومي المستمر لاحتضان المواهب الفنية واستضافة الفنانين المحترفين، وتقديم الورش الفنية باستمرار، كان آخرها ورشة الفلك الفنية التي اختتمت قبل يومين تقريبا، كما انتخب ليكون رئيس اتحاد الجمعيات الخليجية للفنون التشكيلية، كمهمة فنية إضافية سينتج عنها برامج وفعاليات تهم الفنان الخليجي.