أشاد أمين عام المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بمنطقة عسير وأمين عام جمعية البر بأبها محمد بن سعيد بن فحاس بالمعرض التشكيلي الثنائي للتشكيليين إبراهيم الألمعي وملفي الشهري الذي أقيم بمركز عسير مول، وحضره مدير جمعية التشكيليين بعسير الدكتور علي مرزوق وعدد من المثقفين والفنانين والمتذوقين واحتوى على أكثر من 35 عملاً تشكيلياً مختلفة في الموضوع والاتجاه والتقنية المستخدمة، تنوعت ما بين الحروفية والأعمال التشكيلية التأثيرية. وذكر ابن فحاس أنه اطلع على ما قدمه الفنانون من فن تشكيلي راق أبدعته أياد مبدعة أبرزت الشيء الجميل والذوق الرفيع، وأن المجلس التنفيذي للجمعيات الخيرية بمنطقة عسير يدعم مثل هذه الأعمال التي يقدمها الشباب لا سيما وأن رئيس المجلس سمو الأمير فيصل بن خالد يحرص دائماً على تنمية أفكار الشباب وإلى تحقيق ما يصبون إليه. ثم قدم ابن فحاس دعماً مالياً إلى الفنانين وإلى جمعية التشكيليين بفرع عسير، مع وعد منه بدعم المواهب الشابة والفعاليات التي تقيمها الجمعية مستقبلاً. من اعمال ملفي الشهري الشهري والحرف العربي وفي قراءة نقدية قدمها الدكتور علي مرزوق عن أعمال المعرض، جاء فيها:"المتابع لأعمال الثنائي ملفي الشهري وإبراهيم الألمعي يلحظ أنهما يعزفان على أوتار الحروفية والاتجاه التأثيري، فالتشكيلي الشهري استهواه الحرف العربي كما استهوى غيره من الفنانين العالميين، أمثال: السويسري بول كلي (1879-1940) والفرنسي برنار، والتونسي نجا المهداوي والجزائري محجوب بن بللا، والسوري محمد غنوم، واللبناني وجيه نحله، وغيرهم كثير. ولأن الحرف العربي قابل للتطويع وفق رؤى تشكيلية واسعة فقد استطاع الشهري أن يوظف الحرف العربي في نصوصه البصرية برؤية معاصرة وأسلوب يخصه، وفق اتجاه حروفي يقول عنه الناقد شربل داغر بأنه فن إعادة النظر بالذات كما بالآخر، وبالفنون الغربية كما بالفنون العربية/الإسلامية، أي شكل ما من "عودة الوعي" بل هي "نشأة" الوعي الجديد، وهو بحث تشكيلي يندرج في سياق تاريخي فني عربي، وهذا ما أعلنته أيضاً جماعة بغداد للفن الحديث. وأضاف مرزوق بقوله: عندما نصنف أعمال الشهري فإننا لا نستطيع تصنيفها ضمن اتجاه حروفي محدد، فالبعض من تجاربه يميل نحو "الكلمة/النص"، وهو اتجاه يعتمد الحرف عنصراً مضمونياً كما يصنفها داغر، وهناك مجموعة من أعماله أصنفها ضمن أعمال "حروف داخل الحرف الواحد" ان جازت لي التسمية فهو يستخدم الحرف الواحد ومن ثم يجعل بقية الحروف وكأنها تسبح في داخله فتظهر تارة وتغيب أخرى. ابن فحاس يستمع لشرح من فايع الألمعي الألمعي والبيئة العسيرية بينما تعرض مرزوق لأعمال التشكيلي الألمعي بقوله: تتعدد مواضيع الألمعي بين الطفولة رمزاً للسلام والطهر والنقاء، والخيل كرمز للأصالة والخير والمجد، وبيئة عسيرية بكر بما عليها من عمارة تقليدية تشجع على السياحة الداخلية وتدعو إلى التفاؤل والأمل. وعند تناول هذه الأعمال لا بد أن نستحضر العام 1874 وقصة معرض التأثيريين في (صالون باريس) الذي رفض بداية أعمالهم بحجة تعارضها مع الأعمال الكلاسيكية والواقعية، فكانت لوحة كلود مونيه المعنونة ب"تأثر بشروق الشمس"سبباً مباشراً في إطلاق اسم الجماعة باسمها "تأثر" أو "انطباع". مضيفاً بأنه عند العودة إلى أعمال الألمعي المسندية نلحظ أثر النزعة التأثيرية(الانطباعية)، فكما كان العلماء خلال القرن التاسع عشر يبحثون عن علاقة الضوء بالألوان نجد أن الألمعي يبحث في ذات الاتجاه وفق رؤية معاصرة وتقنية لونية تظهر فيها أثر ضربات الفرشاة أو سكين الرسم فتحيل النص البصري إلى إيقاعات لونية مموسقة تعزف على إيقاع الماضي حنين الذكريات والشوق إلى تراث ما زال يعيش في دواخلنا. وعلى الرغم من تصويره لأبها المدينة بأزقتها وأسواقها الشعبية وعمارتها التقليدية كل ذلك بتقنية معاصرة إلا أننا نشم في نصوصه البصرية رائحة الماضي، وتراثاً أصيلاً نعيش تجلياته ونشتاق للعودة إليه. ملفي الشهري أمام أحد أعماله من اعمال فايع الألمعي