دعا الأمين العام للامم المتحدة "بان كي مون" الحكومة العراقية وإقليم كردستان إلى العمل المشترك للقضاء على الإرهاب وضمان نجاح العملية السياسية وبما يضمن توطيد النظام الديمقراطي في العراق بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع القوى الممثلة للمكونات العراقية. وأبدى الأمين العام في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي قلقه من تراجع الأوضاع الأمنية في البلاد ، مشددا على تضافر جميع الجهود وخاصة بين بغداد وأربيل لتقديم المساعدة للنازحين المسيحيين الذين شردوا من نينوى ومحافظات أخرى. وكان "كي مون" قد وصل إلى العاصمة بغداد أمس، في زيارة رسمية في إطار جولة شرق أوسطية شملت عدداً من دول المنطقة لمناقشة القصف الإسرائيلي على غزة والأوضاع الأمنية في العراق. وأعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق "نيكولاي ملادينوف"، مقتل قرابة 900 شخص منذ بداية الشهر الجاري بسبب أعمال عنف من قبل مسلحي "داعش"، معربا في تصريح صحفي عن قلقه من ضعف تأمين حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والأقليات العرقية والدينية ولاسيما المسيحيين. يأتي ذلك في وقت قال فيه مصدر في الشرطة العراقية أمس، إن 79 من عناصر أمنية وسجناء سقطوا بين قتيل وجريح بخمسة تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة واشتباكات استهدفت قافلة لنقلهم، شمالي بغداد. وأوضح العقيد إبراهيم المعموري ل"الوطن"، أن "عدداً من العبوات الناسفة انفجرت، صباح أمس مستهدفة قافلة تقل سجناء من سجن الحوت في قضاء التاجي شمالي بغداد، أعقبه اشتباكات بين مسلحين وعناصر من الجيش والشرطة مكلفة بحماية القافلة قبل تفجير خمسة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم مستهدفين القافلة، مما أسفر عن مقتل 62 من السجناء وقوات الجيش والشرطة وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة". وعلى الصعيد السياسي، شهدت جلسة مجلس النواب العراقي التي عقدت أمس فوز مرشح التحالف الكردستاني محمد فؤاد معصوم بمنصب رئيس الجمهورية بالجولة الثانية من الاقتراع بحصوله على 211 صوتا، بعد انسحاب اثنين من منافسيه، حنان الفتلاوي عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، وفائق الشيخ علي عن التيار المدني الديمقراطي.وكان التحالف الكردستاني حسم أمر مرشحه لتولي منصب رئيس الجمهورية، ليلة أول من أمس بانتخاب معصوم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، فحصل على 30 صوتا من مجموع 55 صوتا مقابل حصول نائب الأمين العام للاتحاد برهم صالح على 23 صوتا ورفض اثنين التصويت. وأدى معصوم اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة الاتحادية مدحة المحمود، وسيقوم الرئيس المنتخب بأولى مهامه بتكليف مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة.وأعلن معصوم أنه سيبذل كل جهوده لحل المشكلات، متعهدا بالحيادية في التعامل مع الصراعات بين الأطراف السياسية والالتزام بالدستور والقوانين العراقية.