تعد "العِمَّة" أو العمامة من موروثات وتراث الحجاز حيث كان أهالي مكةالمكرمة والمدينة وجدة والطائف في السابق يلبسون العمامة بجميع طبقاتهم العامة والمتعلمة فلا تجد من يمشي كاشفا رأسه ولا تكاد تجد من يلبس العمامة على الرأس بالشكل الحالي. ويقول المؤرخ وليد شلبي ل"الوطن" أن العمامة كانت قديما ملازمة للعلماء ويسرد أن يوسف الطيب أحد من حلقوا في سماء التراث المكي الذي توارثه عن الآباء والأجداد في مهنة بيع "العمائم" أو كما يسميها الحجازيون "الغبانات" لأكثر من 90 عاما وظل متمسكا بها. ولم يكن بيت الطيب وحدهم في مجال بيع الغبانات أو العمامات حيث يشاركهم فيه الكثير من البيوت المكية أمثال بيت فؤاد قطب والبوقري والسندي وفؤاد حموه وأسعد هاشم، وبيت كمال، وابن جحلان، حيث كان الأعيان والعمد وأهل البلد يلبسون العمائم المكونة من الكوافي البلدي ويلفون حولها الغبانة الجميلة بألوانها الباهية تكسبهم رونقا وجمالا فتجده حين يلبسها قد يكون في كامل زينته وعندما ينزعها من رأسه ينزعها وهي مربوطة فلا يحتاج فرطها مرة أخرى لأنها ربطت ربطا جيدا. ويذكر أن الطبقة الكادحة من العمال والسائقين والعاملين في التجارة والورش وأماكن البيع والشراء هم من ظلوا إلى فترة قريبة يتمسكون ب"العمة" العادية التي تربط الرأس وتقيه من حر الشمس، مؤكدا أن العمامة لم تختف اختفاء كاملا بل نراها تتجدد في شهر مضان وفي الاحتفالات الشعبية واحتفالات العيد وأثناء لعب المزمار وأيام الأعياد الرسمية وتكون قليلة جدا رمزا لتراث الآباء والأجداد. وقد كان وضع العمامة في المنطقة الغربية بعامة متشابه في مكة وفي جدة والمدينة النبوية ووضع العمامة هو نفس الوضع القائم في ذلك الوقت وكان يرتديها التجار وعامة فئات المجتمع الطبقة المرموقة والوسطى باستثناء العلماء فقد كانت لهم عمائم تميزم يغلب عليها اللون الأبيض وهناك عدة أنواع للغبانة الحجازية ولعل أشهرها الغبانة الصفراء "الحلبية" المعروفة بأم لوزة وهي نوع من العمائم يصنعه أهل حلب لأهل الحجاز قديما.