إن أردتم أن تعرفوا كيف يتقبل مسؤولو هيئة الإذاعة والتلفزيون الرأي الآخر، فتابعوا رئيس الهيئة ونائبه في "تويتر"، وشاهدوا كيف يتعامل الاثنان مع منتقدي التلفزيون السعودي وبرامجه التي لم تحظ بالرضا الجماهيري هذا العام. خلال اليومين الماضيين بدأ نقاش بين نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الدكتور عبدالله الحمود، وأحد مقدمي البرامج الشعبية على القناة الأولى لأكثر من 30 عاما، كان المذيع ينتقد التلفزيون السعودي بحدة، ويرى أن البرامج الشعبية جزء من التراث الذي ينبغي أن يكون حاضرا، وأن تطوير التلفزيون لا يعني إلغاء مثل هذه البرامج التي تحظى بشعبية كبيرة. وعلى الرغم من منطقية وجهة نظر المذيع، إلا أن تعاطي الدكتور الحمود مع هذا الرأي لم يكن موفقا، إذ كان رده في التغريدات التي يطلع عليها الكثيرون فيه شيء من السخرية، والاستهزاء، وعدم الجدية في التعاطي مع وجهات النظر المختلفة، وعدم الاهتمام بالرأي الآخر حتى وإن كان لا يوافق توجهات الهيئة. يبدو لي والله أعلم، أن المسؤولين في الهيئة لا يجيدون فن الحوار، وتقبل النقد من المشاهدين، فبعد تصريح رئيس الهيئة عبدالرحمن الهزاع الشهير الذي ضرب من خلاله بآراء المشاهدين عرض الحائط، عندما قال "لا يهمنا النقد، ويا جبل ما يهزك ريح"، وتهديده لقناة M B C التي انتقدت القناة الثانية، جاء نائبه الدكتور عبدالله الحمود - وهو أحد الأكاديميين الذين يعلمون أبناء الوطن أبجديات الإعلام- ليصادر حق أحد مقدمي البرامج في التعبير عن رأيه تجاه التلفزيون السعودي، ويرد عليه بكل تهكم وسخرية في تغريدات ليس المجال مناسبا لسردها هنا. لا شك أن كثيرا من المؤسسات الإعلامية تتقصى رأي الجمهور حول أعمالها، من خلال عمل استفتاءات دورية عن طريق شركات متخصصة، لكي تطور سياساتها الإعلامية، وتكون أقرب إلى المشاهد، إلا أن مسؤولي هيئة التلفزيون السعودي يكابرون، ويصرون على مصادرة حق الآخرين في النقد، ونسوا أنهم يعملون من أجل هذا الجمهور الذي لم يعد يقبل الوصاية، وفرض الرأي، ومصادرة حقه في النقد والتعبير.