أعلن وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي "أننا دفعنا أثمانا غالية لخروج طرابلس من دوامة الموت المجاني، وهي دخلت مرحلة من الأمن والاستقرار، فلا تراجع ولا تنازل عن أمن طرابلس تحت أي ظرف أو سبب". وأضاف في تصريحات له أمس: "لن نسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء". ولفت إلى أن "المرحلة تحتاج إلى قرارات حازمة وحاسمة، لأن الحلول الترقيعية، ربما تؤخر الانفجار لكنها لا تحول دون وقوعه، وشدد ريفي "على الجميع تحمل المسؤولية والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وأن على حزب الله الانسحاب من سورية فورا لحماية الوطن وأمنه واستقراره". وكانت مصادر لبنانية متابعة أكدت أن العودة إلى الفلتان في طرابلس ممنوعة، وسط تأكيد على الاستمرار بمكافحة الإرهاب، فيما جرى تشييع الإرهابي منذر الحسن الذي قضى في المداهمة التي حصلت أول من أمس في "السيتي كومبلكس" من قبل عناصر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني في مسجد بزبينا – عكار، وسط انتشار أمني كثيف، وبعد الصلاة في المسجد دفن في مدفن العائلة وسط مقاطعة أهالي البلدة ومشايخها. واعتصم إسلاميون في طرابلس أمام السرايا يطالبون فيه بإطلاق سراح الشيخ السلفي حسام الصباغ الذي اعتقل على حاجز للجيش اللبناني أول من أمس. وفي الجانب السياسي، كانت أبعاد مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة موضع بحث بين الرئيس أمين الجميل، والرئيس فؤاد السنيورة ونادر الحريري وكانت الإرادة متوافقة على وجوب الخروج سريعا من مربع الانتظار، وإحياء دينامية تقوم على تفعيل مؤسسات الدولة وطرد شبح التعطيل بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية يكون قادرا على مواجهة الأحداث وتداعياتها. وكانت المبادرة محورا وسببا لانعقاد اللقاء المسيحي المقرب من فريق 8 آذار وجرى التهجم عليها في بيان تلاه النائب السابق إيلي الفرزلي، بما عكس موقفا سلبيا من المبادرة وجاء فيه: "أنه ليس لأحد أن يملي على المسيحيين دروسا أو أمثولات في وثيقة الوفاق الوطني". وانتقد قول الحريري إن اقتراح انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب هو مغامرة. من جهته، رأى النائب السابق محمد بيضون أن "أزمة الرئاسة في لبنان لا تكمُن فقط في التصعيد الذي يقوده المرشد الإيراني علي خامنئي في المنطقة، إنما تكمُن أيضاً في اقتناع كل من النائبين المارونيين سليمان فرنجية وميشال عون بأن الرئيس بشار الأسد سينتصر في سورية خلال أشهر معدودة، وسيأتي بأحدهما رئيساً للجمهورية اللبنانية، بدليل كلام النائب فرنجية الذي أكد فيه أنه لن يكون للبنان رئيس لا يحظى برضا الأسد، علماً أن الأسد وحزب الله والحرس الثوري الايراني يعطون الأولوية لترئيس فرنجية، إلا أن مهلة السنة التي طلبها كل من الأسد وحزب الله للسيطرة على الوضع في سورية، تتطلب استعمال العماد عون كحصان طروادة لتقطيع المهلة من جهة ولإحراق ورقته الرئاسية من جهة ثانية.