خرج "العدو والغريم التقليدي"، لنظام دمشق وأتباعه في لبنان، وليد جنبلاط رئيس تكتل اللقاء الديموقراطي، عن صمته، ووجه انتقادات لاذعة لرأس نظام دمشق، الذي قال إنه حوّل الدولة إلى "عصابة"، وأتباعه في لبنان، وعلى رأسهم أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قال عنه إنه "لا يستطيع أخلاقيا أن يعد نصف الشعب السوري من التكفيريين"، وطالبه باحترام وجهة النظر الغالبة في لبنان، الداعية إلى خروجه فورا من أتون القتال إلى جانب الأسد ضد ثورة الشعب السوري". وشن جنبلاط هجوما على تنظيم "داعش"، وقال لأول مرة، إن قادته "كانوا في سجون النظام السوري، الذي لم يعد يملك سوى القدرة على الاغتيال، وفي سورية كان هناك دولة حوّلها بشار إلى عصابة تتحكم في الشعب"، في إشارة إلى أن التنظيم الإرهابي، يعد "ربيبا" لأجهزة مخابرات بشار الأسد، أو "صنيعة لها". حديث جنبلاط، لم يخلُ من إشادة بالرئيس السابق ميشال سليمان، وجسد ذلك بالقول، إن سليمان "وضع أسسا لمرجعية الدولة حول سلاح حزب الله من خلال اتفاق بعبدا"، وتمنى أن يكمل الرئيس القادم، نهج سابقه. يأتي ذلك، فيما دخل نظام الأسد على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية "المعطلة"، بتأييده ترشح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، عبر "كلمة سر" حملها النائب سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، الحليف القوي لنظام الأسد، والمجاهر بذلك، خلال زيارة قام بها للرابية، إذ أكد دعمه لعون وخوضه معه معركة واحدة. تيار المستقبل لم يتوان في الرد على "الأسد لعون"، إذ قال نائبه رياض رحال: "بإمكان الرئيس السوري أن يأخذ عون إلى سورية ويعينه نائبا له". وتساءل "كيف يمكن لعون أن يكون مرشحا توافقيا بينما يؤيد حزب الله في خراب البلد، ويشجع الأسد على قتل شعبه؟!". إلى ذلك، تحول عزاء والد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى ملتقى سياسي، إذ شهد سرادق العزاء توافد شخصيات بارزة من ألوان الطيف السياسي اللبناني كافة، لمواساة جعجع في وفاة والده فريد. ولم تخل لحظات اللقاء من تبادل الأحاديث السياسية، والتأكيد على اختيار رئيس جديد للبلاد في أسرع وقت ممكن، لتفادي استمرار الشغور الرئاسي. وبالعودة إلى جنبلاط، ووسط المشاورات الجارية لاختيار الرئيس الجديد، إذ أعلن نيته إبلاغ رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بعدم رغبته في انتخاب كلا المرشحين الحاليين، رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وقال: "نحن معترضون بصورة خاصة على وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، ونرى أن تأييد عضو جبهة "النضال الوطني" النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية هو تأييد للاعتدال". في سياق أمني، عادت أصوات الرصاص تهدر من جديد في أحياء طرابلس، فقد وقع اشتباك بين بعض الشبان في شارع سورية وقوات الأمن على خلفية تنفيذ مداهمات بالمنطقة. وأشار شهود عيان إلى أن الشبان قطعوا طريق بعل الدرويش لمنع القوى الأمنية من تنفيذ المداهمات. وأضافت أن أهالي المدينة أصيبوا بالهلع، مما دفع الكثيرين إلى المبادرة بإخلاء الشوارع، كما أغلقت الكثير من المحلات التجارية أبوابها؛ خوفا من تطور الأحداث إلى قتال مفتوح. إلا أن قوة من الجيش توجهت سريعا إلى المنطقة وقامت باحتواء الأحداث.