غصت مدرجات المسرح الأثري بقرطاج بأعداد كبيرة أول من أمس حضروا حفل افتتاح مهرجان قرطاج الدولي في دورته الخمسين؛ حيث بلغ عدد الجمهور قرابة ستة آلاف متفرج. تحت أضواء خافتة وأجواء ساحرة عزف الموسيقار العالمي أنور براهم ألحانا حملت الجمهور المحتشد في مدرجات مسرح قرطاج الدولي إلى عوالم مختلفة من الأحاسيس والمشاعر تتراوح بين الحزن والفرح وبين الألم والأمل والحلم. وفي عرضه بعنوان "استذكار" في افتتاح مهرجان قرطاج الدولي الذي يحتفل بيوبيله الذهبي عزف الموسيقار التونسي الشهير على آلة العود ألحانا عانقت الروح وغمرت القلب ودغدغت الأحاسيس لتعيد المستمع لذكريات مضت و أيام خلت وأحلام تحققت وأخرى ربما ما تحققت. عبر الموسيقي التونسي عن سعادته بالحضور الجماهيري الكبير الذي جاء للاستماع إلى الموسيقى بعيدا عن الاستعراض الصاخب والأغاني التجارية، على حد قوله. ورغم عزفه على آلة العود الشرقية فإن براهم يبتعد في عزفه عن قوالب الموسيقى العربية ليختبر ألوانا موسيقية وتعبيرات مختلفة تراوح بين موسيقى الشرق والغرب في إبداع نادر ميز الموسيقي التونسي. ولأن الفنان لا يمكن أن يكون بعيدا عن هموم الإنسان حاول براهم أن "يستذكر" أهم اللحظات البارزة في تاريخ تونس عندما عزف مقطوعة موسيقية مشحونة بمشاعر الغضب بمصاحبة فيديو يعرض مشاهد تؤرخ للأحداث المؤلمة التي عاشتها محافظة القصرين خلال انتفاضة شعبية.