افتتح عازف العود التونسي الشهير أنور براهم الدورة الخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بعرض «استذكار» الجديد الذي رافقه فيه 24 عازفاً غربياً. وتضمن «استذكار» حوالى 10 معزوفات جمعت بين الجاز والموسيقى الكلاسيكية الأوروبية والموسيقى الشرقية. وامتزجت في العرض موسيقى آلة العود بآلات غربية. وقال أنور براهم: «استذكار هو أحدث إنتاج لي، وقد عملت على المعزوفات التي يتضمنها خلال السنوات الثلاث الماضية، وأنا أقدمه اليوم للمرة الأولى أمام الجمهور». وأضاف براهم الذي يقدم باستمرار عروضاً في قاعات عالمية برفقة 3 أو 4 عازفين: «للمرة الأولى يصعد معي على المسرح عدد ضخم من العازفين». وشارك في عرض «استذكار» 20 عازفاً من أوركسترا «الحجرة» في تالين عاصمة إستونيا، إلى جانب عازف البيانو الفرنسي فرنسوا كوتريي، وعازف الكلارينيت الألماني كلاوس كيسنغ، وعازف الكونترباص السويدي بيورن ماير، وأنور براهم على آلة العود. ولفت براهم إلى أنه لم يقدم عروضاً في تونس منذ أربع سنوات وأنه يعود إلى مهرجان قرطاج بعد غياب استمر 22 سنة. وأضاف: «الغياب (عن مهرجان قرطاج) مرتبط باختياري لمجموعة موسيقية صغيرة تتكون من 3 إلى 4 عازفين (...) هذا الأمر جعلني ابتعد عن المسارح الكبرى التي تكون في الهواء الطلق مثل قرطاج». وأضاف أنه سيقدم اعتباراً من أيلول (سبتمبر) 2014 عدة عروض من «استذكار» في مدن أوروبية في ألمانيا وفرنسا وسويسرا والبرتغال. ويقام مهرجان قرطاج الدولي في المسرح الروماني الأثري في مدينة قرطاج، وهو يتسع لنحو عشرة آلاف متفرج. وقال مهدي جمعة رئيس الحكومة التونسية الذي حضر افتتاح المهرجان، إنه طلب من رئيسة المهرجان الفنانة سنيا مبارك ومن وزير الثقافة مراد الصقلي تخصيص «جزء من مداخيل السهرة لأبنائنا في فلسطين»، مندداً بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة. ويستمر مهرجان قرطاج الدولي حتى السادس عشر من الشهر المقبل، ويتضمن 29 عرضاً لفنانين عرب وأجانب تراوح بين الموسيقى والرقص والمسرح والسينما. ويستضيف المهرجان أسماء عربية لامعة منها المؤلف الموسيقي وعازف العود اللبناني مرسيل خليفة، والمغني التونسي لطفي بوشناق، ومواطنه صابر الرباعي، والمغنية المصرية شيرين عبد الوهاب، والشاب مامي من الجزائر، وكارول سماحة ونانسي عجرم من لبنان. ويستضيف المهرجان أيضاً فنانين أجانب مثل نجم الجاز الأميركي جورج بنسون، والموسيقي اليوناني ياني كريسماليس، والمغنية البرتغالية أنا مورا، والمؤلف ومغني الموسيقى الإلكترونية والهيب هوب البلجيكي بول فان هافر المعروف باسم «ستروماي». ويتضمن المهرجان أيضاً عروضاً مسرحية وسينمائية معظمها من تونس. ويبدو أن الإقبال على عروض قرطاج كبير هذه السنة، فقد أعلنت إدارة المهرجان الدولي في السادس من الشهر الجاري أن تذاكر حفلتي ستروماي وياني قد نفدت. وأكدت الفنانة التونسية سنيا مبارك مديرة الدورة الخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، أن هذه الدورة تهدف إلى «المحافظة على القيمة الفنية» للمهرجان و»دعم إشعاعه الدولي». وقالت: «قمنا خلال هذه الدورة بتنويع البلدان والهويات الفنية» للمشاركين في المهرجان. وأوضح وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي الذي تواجه بلاده منذ مطلع 2011 خطر جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، إن مهرجان قرطاج «يريد لعب دور المقاومة لكل أنواع الإرهاب»، مضيفاً أن «الثقافة وسيلة لمقاومة الإرهاب». ويختتم المهرجان بعرض موسيقي فرنسي راقص يحمل عنوان «موزار، أوبرا الروك» للمخرج أوليفيه دهان. واشتهر مهرجان قرطاج منذ انطلاقه في عام 1964 بأنه البوابة الكبرى للنجومية لكثير من المغنين التونسيين والعرب. وغنت على خشبة مهرجان قرطاج الدولي أسماء كبيرة في تاريخ الموسيقى العربية في القرن العشرين، من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ إلى وردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفيروز، إضافة إلى أسماء أجنبية احتلت شهرة واسعة على مستوى العالم مثل المغني والمؤلف الفرنسي شارل ازنافور. ويحتفل المهرجان في العام الحالي بمرور نصف قرن على تأسيسه.