نجح منظمو الدورة 44 من مهرجان قرطاج الدولي أحد اعرق المهرجانات العربية ان يعيدوا لخشبة مسرح قرطاج توهجا وبريقا افتقده عدة سنوات عندما اقاموا عرضا احتفالي تونسيا متميزا ضمن حفل الافتتاح بحضور الاف الجماهير. وعلى ايقاع موسيقى يوهان شتراوس التي تميز المهرجان أعلن عن انطلاق دورة جديدة من المهرجان بحضور وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور وعدد من الدبلوماسيين ونجوم الفن. انطلق الحفل بحضور الآف غصت بهم مدرجات المسرح الروماني وبمشاركة مئات من الشبان في لوحات رقص وموسيقى وتمثيل والعاب بهلوانية وشعر. يقدم العرض مواقف من الحياة اليومية في اطار حالم في السوق والمقهى والحافلة والساحات العامة والشواطئ والملاعب. يصور الممثلون والمشخصون والعازفون ومجموعات الرقص مشاهد حية في مرواحة بين الجد والهزل على امتداد ساعة ونصف من الزمن. وتحول المكان المخصص للكراسي في المهرجان الى فضاء للعرض قدمت فيه لوحات رقص عصرية وكلاسيكية وزينت جنباته بديكور تونسي يشبه ابواب المدينة العتيقة بالعاصمة. على امتداد اللوحات الراقصة اكتشف الحاضرون الوانا من الموسيقى التونسية رواحت بين العصري والتراثي. وجسدت هذه الموسيقى جزءا كبيرا من التراث الطربي التونسي الاصيل بدءا بالشمال وصولا الى الجنوب بأنغامه البدوية. يعتبر العديد من الفنانين مهرجان قرطاج الدولي بوابة حقيقية لمنحهم تأشيرة النجومية غير ان النقاد اجمعوا على انه فقد صيته عندما شارك فيه فنانون وصفوا بانهم لم يصلوا بعد الى مستوى يؤهلهم لاعتلاء هذا المسرح العريق. ويقود مدير الدورة الحالية للمهرجان سمير بلحاج يحيي حملة لتصحيح مسار المهرجان نحو الطابع الطربي الاصيل واستبعاد ما يعرف بالفن الهابط.