في قلب المدينة، يتربع جامع الملك سعود شامخا كأكبر مساجد العروس، ويبعد عن المنطقة التاريخية كيلومترات، ويلفت أنظار المارين بجانبه بتصميمه العمراني الفريد، إذ مر بمراحل عدة شهدتها 6 عقود متتالية. جامع الملك سعود الأكبر بين مساجد جدة، يتسع ل5 آلاف مصل، يؤدون الفروض الخمسة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عهد الملك سعود "رحمه الله"، إذ كان الملك يصلي في مسجد الحنفي داخل المقصورة اتباعا لسيرة والده، ثم بنى قصره في خزام بجوار قصر خزام القديم، وأحاط القصر بسور عال، وشيد مسجدا على طريق المدينة للصلاة فيه، وسمي باسمه، وتزامن بناء المسجد مع تشييد قصر خزام الجديد في أواخر السبعينات الهجرية. وشهد الجامع عمليات ترميم بعد أن أصدرت وزارة الأوقاف والمساجد أمرا عام 1387، بإعادة بنائه عن طريق الترميم لجوانب المسجد وداخله كافة. وتم تكليف المهندس المعماري عبدالواحد الوكيل، بوضع تصاميم مأخوذة من مسجد السلطان حسن بن الناصر قلاوون في القاهرة، الذي تميز بمآذنه المملوكية الطابع وقبابه المميزة. ويقع المسجد على مساحة 9700 متر مربع، ويحتوي على مئذنة واحدة ترتفع 60 مترا، وموقع المئذنة جعلها تشاهد من قبل المارة بكل سهولة. ويتميز مسجد الملك سعود في شهر رمضان بالموائد الخاصة لإفطار الصائمين من قبل فاعلي الخير، كمبرة الشيخ محمد عبود العمودي، التي تعكف كل عام على إعداد موائد إفطار الصائمين في ساحة المسجد. ويتوافد على المسجد جموع من المصلين لأداء صلاة التراويح والفروض الخمسة في خشوع وسكينة. كما يتميز المسجد بالإضاءة التي برع المهندسون في إبرازها بشعاع مضيء كحلة منيرة مميزة، يشاهدها القادم من الطريق المؤدي للمسجد من بضع مترات، فأصبح كجوهرة فريدة في قلب عروس البحر الأحمر، وكُلفت شركة كبيرة بعملية صيانة المسجد ونظافته. ومن المعروف عن المسجد تنظيمه للحلقات القرآنية التي تضم طلاب العلم والمشايخ لتحفيظ القرآن كحلقة الأمير ماجد بن عبدالعزيز، كما تنظم إدارة الجامع دورة في العلوم الشرعية خلال الإجازات الصيفية.