شهدت مدينة القدسالشرقيةالمحتلة اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية إثر تشييع جثمان الفتى محمد أبو خضير، الذي قتل على أيدي شبان يهود بعد خطفه الثلثاء الماضي، وسط تدابير أمنية مشددة في أجواء من التوتر الشديد. (للمزيد) وفيما بدت إسرائيل أمس وكأنها تقف على «برميل بارود» تأهباً وتحسباً لاندلاع «انتفاضة ثالثة»، ذكرت تقارير إعلامية أن حركة «حماس» وإسرائيل توصلتا إلى وقف لإطلاق النار في غزة بوساطة مصرية، فيما تراجعت حدة القصف عبر حدود قطاع غزة أمس. ووسط بحر من الأعلام الفلسطينية، شيّع الفلسطينيون جثمان أبو خضير إلى منزله في حي شعفاط في القدسالشرقيةالمحتلة، قبل التوجه إلى المقبرة بعد صلاة أول جمعة من شهر رمضان. وتفجر غضب المشيعين اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية، بعدما شهد حي شعفاط مواجهات مستمرة منذ خطف أبو خضير وقتله والتمثيل بجثته. وكانت السلطات الإسرائيلية اتخذت إجراءات أمنية مشددة تحسباً لاندلاع أعمال عنف خلال جنازة أبوخضير، وأصدرت تعليمات بعدم السماح للرجال ممن هم تحت سن الخمسين بالصلاة في المسجد الأقصى في أول يوم جمعة من شهر رمضان المبارك. وهتف المشيعون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وقذف شبان فلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة. وجرت خلال التشييع صدامات بين مئات الشبان الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية أسفرت عن اصابة اكثر من 60 شخصا بجروح، نقل تسعة منهم الى المستشفى، بحسب الهلال الاحمر الفلسطيني. في غضون ذلك، يشهد قطاع غزة هدوءاً نسبياً في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة «حماس» خلال الأيام الماضية، فيما ذكرت تقارير أن «حماس» وإسرائيل اتفقتا على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية. ويقضي الاتفاق بوقف «حماس» إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة مقابل ضمان وقف الجيش الإسرائيلي غاراته على القطاع. وكانت «حماس» وجهت رسالة إلى إسرائيل عبر تركيا مفادها أن الحركة «غير معنية بالتصعيد مع إسرائيل». ورأى معلقون إسرائيليون أن الأوضاع السائدة في الأيام الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعيد إلى الذاكرة تلك التي سبقت الانتفاضة الأولى عام 1987، عندما تسبب دهس سائق شاحنة إسرائيلية أربعة عمال من مخيم جباليا في قطاع غزة باندلاع الانتفاضة. وكتب أحد المعلقين أنه إزاء الصراع داخل الحكومة الأمنية المصغرة، بين مؤيد لعملية انتقام من الفلسطينيين ومعارض لها، واحتمال فقدان السيطرة على الشارع الفلسطيني في القدسالمحتلة واستمرار سقوط القذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل، فإن ثمة مخاوف لدى المستوى السياسي من أن «تُفتح أبواب جهنم في كل لحظة، حتى إن لم يكن هناك أحد يرغب بذلك». وبينما حشدت الشرطة الإسرائيلية و «حرس الحدود» الآلاف من عناصرهما في محيط المسجد الأقصى المبارك وحي شعفاط، ركز جيش الاحتلال اهتمامه أيضاً على استئناف سقوط قذائف «القسام» على جنوب إسرائيل ليبعث قادته من جديد برسائل «إنذار أخير» إلى قيادة حركة «حماس» في القطاع بوقف كل عمليات الإطلاق خلال 24 ساعة، وإلا سيأتي الرد العسكري الإسرائيلي الشديد.