فجّر قتل وحشي نفذه مستوطنون إسرائيليون بحق فتى من سكان بلدة شعفاط في القدسالشرقية، غضبا فلسطينيا شديدا، فخرج المئات من الشبان الفلسطينيين إلى شوارع البلدة، واشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مشهد أعاد إلى الأذهان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ تمترس الملثمون خلف ألواح كبيرة، وأضرموا النيران في إطارات السيارات لإغلاق الشوارع أمام قوات الاحتلال، التي وجدت نفسها تحت وابل من الحجارة والزجاجات الفارغة. وقال شهود عيان ل"الوطن"، إن العشرات من الفلسطينيين أصيبوا بجروح متفاوتة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، التي ألقتها قوات الاحتلال وساندتها طائرة عمودية، وذلك في أطول مواجهة تشهدها البلدة منذ سنوات طويلة. وكان مستوطنون إسرائيليون اختطفوا محمد حسين أبو خضير "16 عاما" من أمام منزله لدى توجهه لأداء صلاة الفجر، إذ توقفت سيارة ترجل منها مستوطنان، طلبا منه إرشادهما إلى أحد الطرق ثم اختطفوه بالقوة إلى السيارة، ولم تكد تمر ساعة حتى أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها وجدت جثة محروقة لفتى في إحدى الغابات في القدس الغربية.وقد تعرف والد الفتى على جثة ابنه المحترقة وكذلك والدته، في وقت أصرت فيه الشرطة الإسرائيلية على إبقاء الجثة للتشريح لتحديد سبب الوفاة دون إخفاء محاولة إعطاء الجريمة الطابع المدني.وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "الحكومة الإسرائيلية بإنزال أشد العقاب بالمستوطنين الذين قتلوا الفتي محمد أبو خضير"، وقال في بيان "أطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإدانة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير، كما أدنّا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة". إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي امتنع عن الإدانة، واكتفى ببيان وزعه مكتبه جاء فيه: "تحدث رئيس الوزراء نتنياهو مع وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش، وطلب أن يعمل محققو الشرطة بأسرع وقت ممكن؛ من أجل كشف النقاب عن الجهة التي تقف وراء القتل الشنيع والخلفية لهذا العمل". من جهة ثانية، فقد وقعت مواجهات في ساحات المسجد الأقصى المبارك بين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية التي سارعت إلى منع اقتحامات اليهود للمسجد خشية تفاقم المواجهات.