منذ فترات طويلة وأصحاب السيارات الخاصة ممن يطلق عليهم "الكدادة" يزاحمون سيارات الأجرة الخاصة بنقل المسافرين من جميع مطارات المملكة، إلا أن مكاتب إيجار السيارات دخلت كمنافس قوي، حيث تصل سعر إيجار السيارات الصغيرة إلى 70 ريالا، وهو ذات السعر الذي يستفيد منه الكدادة أو "الأجرة" عند إيصال المسافر إلى المكان المقصود لمشوار واحد بينما أجر السيارة الإيجار هو ليوم واحد. ويرى البعض "الكدادة" وهي المهنة التي أصبح تتعاقب عليها الأجيال من الشباب ولا ينفك عنها كبار السن، بأنه في السابق وقبل إنشاء تلك المكاتب في المطارات كانوا يتزايدون في الأسعار كون المسافر مجبر على المغادرة من المطار، ولا يوجد لديه سبيل سوى سيارات الأجرة الخاصة بالمطار والتي تعتبر أسعارهم مرتفعة نسبياً، وكان المسافر مضطراً للجوء إلى "الكدادة" كون أسعارهم أقل من الأول. وقال السائق فهد العزام: "إن موسم الصيف يعتبر فترة عمل جيدة نظراً لكسب المال بشكل أفضل من الأيام الأخرى"، وعلل ارتفاع الأسعار إلى الانتظار الطويل الذي يمتد إلى ساعات في بعض الأيام من كثرة المركبات المنتظرة، مؤكداً أن مكاتب إيجار السيارات منذ نشأتها تسببت بخسائر كبيرة عليهم كسائقين أو حتى على سيارات الأجرة الخاصة بالمطار. وأيد ماجد الغانم رأي العزام، مضيفاً أن تقارب الأسعار بين تكلفة أجرة توصيل المسافر وبين إيجار السيارة ليوم كامل جعل الكثير من المسافرين يعزفون عن الخدمة الأولى كون الثانية تجعله يستفيد من السيارة في مشاوير أخرى. وأوضح علي المالكي، أنه حين يتنقل بين مطارات المملكة يتجه فوراً إلى مكاتب إيجار السيارات وذلك لتوفير المبلغ في استخدام المركبة في قصد العديد من الأماكن المراد زيارتها، مؤكداً بأن سعرها متقارب مع كلفة سيارات الأجرة وبالتالي كل مسافر يبحث عن الخدمة الأفضل. ويرى البعض أن نسبة إقبال المسافرين على سيارات الأجرة و"الكدادة" صار أقل عمّا كان عليه في السابق، وذلك كون المواطن والمقيم يبحث عن الوسائل البديلة الجيدة التي يوفر من خلالها مبلغاً مالياً، ويحفظ في ذات الوقت كرامته من التصادم مع بعض الكداديين وهو منهك من السفر، في ظل تقارب أسعار خدمة إيجار السيارات أمام تكلفة أجرة التوصيل من المطار تجبره على اختيار الأول كخدمة أفضل ويمكن الاستفادة منها من جميع النواحي. ويتضح من خلال الوقوف على بوابة الواصلين، أن جميع من يخرج منها يتجه بشكل مباشر إلى مكاتب الإيجار. هذه المهنة "الكدادة" طفا عليها من يسيء لها وللبلد حين يقف متسمراً بعود للأسنان يرقب مجيء الأجانب والمسافرين ليتصيد جهلهم بالتسعير حتى ينفذ خطة تلاعبه واستغلاله باشتراط مبالغ عالية، علاوة على مظهره ومظهر سيارته غير الملائم، بجانب دخوله أمام المسافرين في عراك مع زملاء مهنته ليرغم الراكب على الركوب معه.