واجهت الجوائز الثقافية في المملكة عاصفة من النقد، وذلك ضمن ندوة عقدت أمس في أبهاعلى هامش فعاليات جائزة أبها لهذا العام. وتركز النقد على ارتباط كثير من هذه الجوائز بأشخاص ووجهاء ورجال أعمال مما يفقدها الاستمرارية، ورأى بعض المتحدثين أن هذه الجوائز كانت ممرا سهلا لمن يوصفون ب"تجار الشنطة" الذين يبحثون عن المال فقط. وشارك في الندوة التي نظمتها أمانة جائزة أبها وأدارها رئيس أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع، الأديب والكاتب حمد عبدالله القاضي، ورئيس تحرير صحيفة "مكة" الدكتور عثمان محمود الصيني، ورئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي. القاضي بدأ الحديث بالتأكيد على ريادة جائزة أبها التي احتفلت هذا العام بدخولها العقد الرابع. وقال: إن الجوائز التي تتعلق بالثقافة والأدب هي الأكثر والأشهر من غيرها، ربما لأنها تعطي شهرة أكثر للداعمين من رجال الأعمال أو غيرهم. وأضاف: في رأيي أن الأهم من التكريم العادي المعروف هو تكريم المثقف بتوزيع إنتاجه الأدبي والفكري ونشره على أوسع دائرة ممكنة. أما الدكتور عثمان الصيني فوجه نقدا حادا لها قائلا: "الجوائز الثقافية في المملكة كثيرة، بسبب حب الظهور من قبل بعض رجال الأعمال أو المؤسسات الحكومية، حيث يعتقدون أن وجود جائزة بأي شكل كان، يعطي المؤسسة أو الشخص حضورا وأهمية. فالجوائز مجرد تجميل واستكمال أو تدشين لنشاط المؤسسة، دون ضوابط علمية دقيقة". وأضاف: إذا نظرنا للواقع وجدنا معظم هذه الجوائز مجرد مسابقات ثقافية شكلية، شارك فيها حتى "تجار الشنطة" مما يدعون الأدب، بل ويحصلون على جوائزها. وعن الجانب الإيجابي قال الصيني: لا يمكن إنكار أن هناك مؤسسات ثقافية غيرت نمط الجوائز لدينا بدراسات أو تقارير ميدانية ترصد الواقع الثقافي ترفدها بجائزة للمتميزين، وهذا ما يعطي هذه الجوائز قيمة إضافية. بدوره، تحدث الدكتور عبدالله السلمي عن أهمية وجود جهة معينة برصد الجوائز الثقافية، ورأى أن يتم تكليف جهة موحدة للتنسيق بين هذه الجوائز حتى لا تتقاطع في الأوقات مثلا أو تتكرر أسماء الفائزين. وقال: لدينا في نادي جدة الأدبي 5 جوائز، لكن المشكلة التي نواجهها كما تواجهها جهات أخرى، هي عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل هذه الجوائز بما يضمن استمراره . حيث إن عصب هذه الجوائز هو المال، والمال يرتبط مباشرة بالداعم الذي قد لا يستمر، لذلك من الأهمية بمكان وجود مورد دائم مثل الوقف. وعد السلمي التشكيك والانتقاد المستمر للجوائز "أمرا طبيعيا وقد يكون نقدا في محله لبعضها". وفي المداخلات التي تلتها تحدث سعد الرفاعي عن أهمية توحيد الجوائز الثقافية في الأندية الأدبية في جائزة واحدة عامة وتحول الأخرى إلى مسابقات ثقافية. أما الشاعر أحمد التيهاني فرأى عدم وجود جوائز ثقافية في المملكة سوى جائزة الملك فيصل العالمية والبقية مسابقات ثقافية. الدكتور نايف رشدان اقترح أن يغير اسم "جائزة" إلى تكريم، لأن ما يليق بالأديب هو التكريم وليست الجوائز المبنية على مسابقات. رئيس أدبي القصيم الدكتور حمد السويلم أكد أن الجوائز التي تقدمها الأندية مهمة جدا في تحفيز وتكريم المبدعين. ورد على بعض ما ورد في الندوة الأمين العام لجائزة أبها الدكتور حسن الشوكاني قائلا: إن جائزة أبها تسعد جدا بأي نقد موضوعي. لكنه رأى أن التعميم في الأحكام غير علمي. أما الكاتبة عبير العلي فقد انتقدت تخصيص جوائز خاصة بالنساء وعدته نوعا من التفريق بين الرجل والمرأة.