عرفت الكاتبة الكويتية ليلى العثمان بالجرأة، وكسر الحواجز في حدود اللياقة والأدب. انطلقت من بلدها الكويت إلى الوطن العربي والعالم، وترجمة كتبها إلى أكثر من 16 لغة، رغم أن دراستها لم تتعد الثانوية العامة. ليلى العثمان تحدثت عبر «عكاظ» بشفافية، عن الأدب والنقد، متهمة بعض النقاد بأخذ مال مقابل الإشادة بعمل كاتب ما، والبعض يخاف من نقد أو مقاربة الأعمال الخليجية لاعتبارات عدة. ورأت أن المبدعين الخليجيين أولى بتكريم مؤسسات الإبداع والثقافة من الأدباء العرب، حيث أن «الوطن العربي لم يفكر يوما بتخصيص جائزة لأديب خليجي»، كما قالت. فإلى تفاصيل الحوار: • ما هو تقيميك لمستوى الكاتبات الخليجيات عامة والسعوديات خاصة؟ الكاتبة الخليجية ترتقي إلى مستويات الكاتبة العربية، إن لم تكن في بعضها أعلى مستوى. وليس في هذا الكلام أية مبالغة، لأنني أتابع ما يصدر في الوطن العربي وفي الخليج، حيث تميزت فعلا كتابات المرأة عن الرجل، ومثال على ذلك الكاتبة بثينة العيسى في الكويت، وليلى الجهني وأميمة الخميس وبدرية البشر وغيرهن من المملكة. • ما الصعوبات التي تواجه الكاتبة الخليجية؟ الصعوبات كثيرة عربيا وخليجيا. لكن استطاعت الكاتبة في دول أخرى أن تناضل من أجل حقها في التعبير، بينما ما تزال الكاتبة في مجتمعنا، ورغم قفزات بعض الكاتبات، تتوارى خجلا وخوفا، لأننا مجتمعات لا ترحم الأنثى. وهناك صعوبات تبدأ من أوامر الأهل ثم الزوج ثم الأخ، وأحيانا ابن العم.. والمرأة ملاحقة حتى في عملها. ومن الصعوبات أيضا، أنها تضطر لطباعة كتبها على حسابها الخاص في بلدها، مما لا يعطي لها المجال أن تعرف في الوطن العربي.. رغم ذلك وجدت الكاتبة مساحة لها في دور نشر كبيرة وأصبح لها حضور في المشهد الأدبي. • هل كل من كتب سيرته الذاتية كان صادقا؟ حين أقرأ سيرة الأدباء العالميين، أجد أنهم يعطون مساحة كبيرة للصدق والاعتراف. أما حين أقرأ بعض سير كتابنا العرب أجد الكثير من التزوير والادعاء، والقليل منهم استطاع أن يكسر التابو، ويتحدث بجرأة مثل محمد شكري الذي كتب «الخبز الحافي»، وتعرض لحرب شعواء بسبب كتابه هذا، بينما احتفى الغرب به. وسؤالي هو: هل توجد كاتبة عربية تستطيع أن تكتب عن حالة حب وعشق حقيقي عاشتها؟.. السيرة الذاتية تتطلب صدقا، وجرأة، وهذا لا يتوفر عند الكتاب العرب، وخصوصا الكاتبات. • ماذا ينقص الكاتبات الخليجيات؟ ينقصهن المزيد من الحرية، والكثير من الثقة بالنفس، وعدم الخوف مما سيقوله الناس عنهن، لأن الناس ستطالهن سواء كتبن بجرأة أو كتبن بخجل. وللأسف مجتمعاتنا العربية مجتمعات نميمة، وشك واتهام.... كما ينقص الكاتبة الخليجية بذل مجهود في القراءة والاطلاع على ما ينشر، فأنا أفاجأ حين التقي في مؤتمر أو ندوة بكثير من الكاتبات لا يقرأن لبعضهن البعض، ويجهلن الأسماء الكبيرة التي لم تعد محصورة في بلادنا، بل أصبحت معروفة عربيا. • هل حظيت بجائزة أو تكريم من مؤسسات ثقافية خليجية؟ * بعض المؤسسات في الخليج تمنح جوائزها دائما للإخوة العرب، ولست ضد هذا، لأن هناك أدباء يستحقون الجوائز والتكريم. لكنني أقول إن الوطن العربي لم يفكر يوما بتخصيص جائزة لأديب خليجي، فمن باب أولى أن تكرم هذه المؤسسات الأديب الخليجي لأنة لا يقل أهمية عن نظرائه العرب. • كيف ترين دور النقد في المشهد الثقافي اليوم؟ هناك نقد للهدم ونقد للبناء، وهذا يتفاوت من ناقد لآخر، وهناك نقاد كبار احترمهم، واستفيد من نقدهم، وهناك شبه نقاد لا نستفيد منهم مطلقا. وللأسف أسمع أن بعض النقاد يأخذون مالا مقابل نقدهم عن كتاب معين لترويجه وهو تافه. لذلك نجد بعض الأسماء من الكاتبات والكتاب ممن لا أهمية لهم يأخذون حيزا من الاهتمام لناقد معين. وذلك بسبب المال. وهنا أحب أن أركز أني لا أتهم كل النقاد، حتى أن بعضهم صرح لي أنه لا يكتب عن الكتاب الخليجيين خوفا أن يقال عنه أنه أخذ مالا مقابل ذلك.. وهذا ليس عدلا، لأنهم بذلك يظلمون الأدباء المستحقين. وما أكثر النقاد اليوم، فهم لا يكتبون عرضا للكتب، بل يفجرون عقدهم ضد الكاتب الذي قد يكون بينهم خلاف خاص.