وصف الدكتور عثمان الصيني، الجوائر الثقافية لدينا ب»المخجلة»، وبلا أهداف واضحة، لافتاً إلى أن أهدافها مكتوبة، لكنها لا تتجاوز الإنشائية والتكرار من جوائز أخرى. وقال الصيني في ندوة أقامها نادي أبها الأدبي، بالتعاون مع أمانة جائزة أبها، عن «الجوائز الثقافية»، مساء أمس الأول على هامش جائزة أبها: إنّ دخول الأفراد في دعم الجوائز الثقافية، جعل التكريم للأفراد أنفسهم على حساب المتقدمين لتلك الجوائز. وأضاف أنّ هناك أسباباً كثيرة لدينا لتعدّد هذه الجوائز، منها، الوفر المادي، إضافة إلى حبّ ظهور المؤسسات الراعية لهذه الجوائز على حساب الفائزين. وذكر أنّ الأندية الأدبية في الثمانينيات كانت تدعم هذه الجوائز، إلاّ أنّها كانت تقابل بهجمات شرسة على تلك الجوائز والمسابقات. وأشار الصيني إلى أهميّة تعدّد هذه الجوائز، لأنّها تعطي حرية في التنوّع، ووجودها ضرورة، ولكنّه أشار إلى وجوب دراسة هذه الجوائز بشكل جيّد، موضحاً أن لدينا ضبابية في موضوع الشروط، ولجان التحكيم، وغياب واضح للهدف من هذه الجوائز. من جانبه، قال الأديب حمد القاضي إنّ الجوائز ليست بدعاً، فقد حمل التاريخ قصصاً عنها، لكنّ أكثر الجوائز نشاطاً لدينا هي جائزة الملك فيصل، كما أنّ أهل الثقافة يعدون أنشط من غيرهم في هذا المجال. وأضاف أنّ التكريم المادي في هذه الجوائز مهمّ، لكنّه يتطلّع إلى أن يكرّم الفائزون بطباعة إنتاجهم، ليقرأه الناس. وبيَّن أنّ الجوائز لدينا تركز على الجانب الثقافي، وعليها أن تمتدّ إلى المنجز العلمي. وطالب بإنشاء صندوق للأدباء على أن تدعمه الدولة. فيما رأى رئيس النادي الأدبي الثقافي في جدة، الدكتور عبدالله السّلمي، أنّ القراءة الدقيقة لواقع الجوائز الثقافية وعددها غير موجودة لدينا، كما أنّ الحفاظ على ديمومة هذه الجوائز غير مضمون، متسائلاً عن وجود الجوائز الثقافية، هل هو ضرورة أم ترف؟! وذكر السلمي أنّ لدى نادي جدة خمس جوائز، لكن لا توجد لديهم رؤية واضحة لاستمرارية أيّ منها. وأوضح أنّ مشكلة هذه الجوائز، تكمن في التشكيك الذي يرافق نتائجها. وفي الفترة المخصصة للمداخلات، نفى الشاعر والكاتب أحمد التيهاني أن تكون لدينا جوائز، لافتاً إلى أن ما لدينا لا يتجاوز المسابقات، متسائلاً: هل تريد جائزة أبها أن يتقدّم لها روائي مثل عبده خال أو شاعر مثل علي الدميني أو محمد العلي؟! فيما قال رئيس نادي القصيم الأدبي، الدكتور حمد السويلم: لا خوف علينا من تعدّد الجوائز الثقافية، لأنّ فيها تكريماً لمَنْ أبدع، ولكن لابد من أنظمة تخضع لها هذه الجوائز. أما أمين جائزة أبها، الدكتور حسن الشوكاني، فقد أشار إلى المعاناة التي تقلق هذه الجائز، وهو غياب الدعم المادي، وقد يأتي في اللحظات الأخيرة.